للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مالك ، قال الثوري: لا أراه إلا قد رفعه إلى النبي : "الدعاء لا يرد بين الأذان والإِقامة" (٣٩).

ورواه أبو داود، والترمذي، والنسائي في "اليوم والليلة"، كلهم من حديث الثوري، به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن (٤٠).

ورواه النسائي أيضًا من حديث سليمان التيمي عن قتادة عن أنس به.

والصحيح أن الآية عامة في المؤذنين وفي غيرهم، فأما حال نزول هذه الآية فإنه لم يكن الأذان مشروعًا بالكلية؛ لأنها مكية، والأذان إنما شرع بالمدينة بعد الهجرة، حين أُرِيَهُ عبد الله بن زيد بن عبد رَبه الأنصاري في منامه، فقصَّه على رسول الله فأمره أن يلقيه على بلال فإنه أندى صوتًا، كما هو مقرر [١] في موضعه، فالصحيح إذًا أنها عامة، كما قال عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن البصري: أنه تلا هذه الآية: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا


= الأذان والإقامة ح (٦٢٤) وطرفه في (٦٢٧)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها. باب: بين كل أذانين صلاة، ح (٨٣٨)، وأبو داود في الصلاة باب الصلاة قبل المغرب ح رقم (١٢٨٣)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الصلاة قبل المغرب، حديث (١٨٥)، والنسائي في كتاب الأذان، باب: الصلاة بين الأذان والإقامة حديث رقم (٦٨١)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة … باب: ما جاء في الركعتين قبل المغرب حديث (١١٦٢).
(٣٩) - هذا الحديث أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١/ ٤٩٥) وابن أبي شيبة (١٠/ ٢٢٥)، وأحمد ٣/ ١١٩، وأبو داود في الصلاة (٥٢١)، والترمذي في الصلاة (٢١٢)، وفي الدعوات (٣٥٩٥)، والنسائي في كتاب عمل اليوم والليلة من الكبرى، باب: الترغيب في الدعاء بين الأذان والإقامة (٩٨٩٦ - ٩٨٩٧)، والطبراني في الدعاء باب فضل الدعاء بين الأذان والإقامة ح (٤٨٣)، والبيهقي (١/ ٤١٠) من طريق وكيع وأبي نعيم وأبي أحمد الزبيري عن سفيان الثوري عن زيد العمى عن أبي إياس عن أنس بن مالك به. وسقط من مصنف ابن أبي شيبة المطبوع ذكر "سفيان"، وهذا إسنادٌ ضعيف لحال زيد العمى فإنه كان سيئ الحفظ، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح وقد رواه أبو إسحاق الهمداني عن بريد بن أبي مريم عن أنس عن النبي مثل هذا ا هـ. وأخرجه النسائي في الكبرى (٩٨٩٨) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري به موقوفًا، وكذا رواه قتادة عن أنس من قوله. أخرجه النسائي في الكبرى (٩٨٩٩ - ٩٩٠٠). أما حديث بريد بن أبي مريم عن أنس والذي ذكره الترمذي فأخرجه ابن أبي شيبة (١٠/ ٢٢٦)، وأحمد (٣/ ١٥٥، ٢٥٤)، (٣/ ٢٢٥)، وابن خزيمة (٤٢٦ - ٤٢٧)، وابن حبان (١٦٩٥) من طرق عنه به، وانظر الإرواء (١/ ٢٦٢).
(٤٠) - كذا نقل المصنف عن الترمذي أنه قال: "حديث حسن" وسبق في التعليق على الهامش السابق أنه قال: "حديث حسن صحيح"، وكذا هي في النسخة التي بين أيدينا والتي قام الشيخ أحمد شاكر بتحقيقها وأثبت كلمة: "صحيح" ثم علق عليها قائلًا: "زيادة من ع، و، م وهي زيادة جيدة ا هـ. وهذا يعني أن بعض النسخ ورد فيها: "حديث حسن" بدون صحيح، وكذا أثبتها الحافظ المزى في تحفة الأشراف (١٥٩٤) قائلًا: "ت في الصلاة … وقال حسن" ا هـ، وقال ابن حجر في نتائج الأفكار =