المَعَافري [١]، عن شُفَي الأصبحي، عن عبد اللَّه بن عمرو ﵄ قال: خرج علينا رسول اللَّه ﷺ وفي يده كتابان، فقال:"أتدرون ما هذان الكتابان؟ ". قال [٢]: قلنا: لا، إلا أن تخبرنا يا رسول اللَّه. قال للذي في يده اليُمني:"هذا كتاب من رب العالمين، بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجملَ على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا". ثم قال للذي في يساره:"هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا". فقال أصحاب رسول اللَّه ﷺ: فلأي شيء إذًا [٣] نعمل إن كان هذا أمرًا [٤] قد فُرغ منه؟ فقال رسول اللَّه ﷺ:"سَدّدوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل الجنة، وإن عمل أيّ عمل، وإن صاحب النار ليختم له بعمل النار، وإن عمل أيّ عمل". ثم قال بيديه فقبضهما [٥]، ثم قال:"فرغ ربكم ﷿ من العباد". ثم قال باليمنى فنبذ بها فقال:"فريق في الجنة"، ونبذ باليسرى فقال:"فريق في السعير".
وهكذا رواه الترمذي والنسائي جميعًا، عن قتيبة، عن الليث بن سعد وبكر بن مضر، كلاهما عن أبي قَبيل [٦]، عن شُفيّ بن مانع الأصبحي، عن عبد اللَّه بن عمرو، به.
وقال الترمذي:"حسن صحيح غريب". وساقه البغوي في تفسيره من طريق بشر بن بكر، عن سعيد بن عثمان، عن أبي الزاهرية، عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبي ﷺ، فذكره بنحوه. وعنده زيادات منها؛ ثم قال:"فريق في الجنة وفريق في السعير، عدل من اللَّه ﷿".
ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن عبد اللَّه بن صالح - كاتب الليث- عن الليث، به.
ورواه ابن جرير (٨) عن يونس، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي قَبيل، عن شُفَي، عن رجل من الصحابة، فذكره ثم روى عن يونس، عن ابن وهب، عن عمرو بن
(٨) - تفسير الطبري (٢٥/ ٧) بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (٧١٣) من طريق آخر عن يحيى بن أسيد به. وقول المصنف: (والموقوف أشبه). يفهم منه أنه جعل حديث عبد اللَّه بن عمرو المرفوع وحديثه الموقوف حديثًا واحدًا وعليه رجح الموقوف، والذي يظهر لي أنهما حديثان مختلفان، والمرفوع فيه زيادات ليست في الموقوف، وإن كان الموقوف جزءًا منه واللَّه أعلم. هذا وإسناد الموقوف ضعيفٌ، يحيى بن أبي أسيد ترجم له البخاري في التاريخ (٨/ ٢٦١)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ١٢٩) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وروى عنه جماعة، ولم يوثقه معتبر فهو مجهول الحال.