للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بذلك أولى وأحرى، لأنه نزل عليهم، وخطابه متوجه إليهم، فهو [١] أحق أن يقابلوه بالإكرام والتعظيم، والانقياد له بالقبول والتسليم، لقوله: ﴿وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَينَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾.

وقوله: ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ﴾، اختلف المفسرون في معناها، فقيل: معناها: أتحسبون أن نصفح عنكم فلا نعذبكم ولم تفعلوا ما أمرتم به؟! قاله ابن عباس، ومجاهد، وأبو صالح [والسدي] [٢] واختاره ابن جرير (٢).


= ابن داود اليمامي ضعيف، وسليمان بن داود الخولاني ثقة، وكلاهما يروى عن الزهري، والذي روى حديث الصدقات هو الخولاني، فمن ضعفه فإنما ظن أن الراوي له هو اليمامي. قلت: ولولا ما تقدم من أن الحكم بن موسى وهم في قوله: سليمان بن داود، وإنما هو سليمان بن أرقم لكان لكلام ابن حبان وجه، وصححه الحاكم، وابن حبان كما تقدم والبيهقي، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه قال: أرجو أن يكون صحيحًا، قال: وقد أثنى على سليمان بن داود الخولاني هذا أبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد، وجماعة من الحفاظ.
قال الحاكم: وحدثني أبو أحمد الحسين بن علي، عن ابن أبي حاتم، عن أبيه: أنه سئل عن حديث عمرو بن حزم؟ فقال: سليمان بن داود عندنا ممن لا بأس به، وقد صحح الحديث بالكتاب المذكور جماعة من الأئمة. لا من حيث الإسناد؛ بل من حيث الشهرة، فقال الشافعي في رسالته: لم يقبلوا هذا الحديث حتى ثبت عندهم أنه كتاب رسول الله . وقال ابن عبد البر: هذا كتاب مشهور عند أهل السير، معروف ما فيه عند أهل العلم معرفة يستغنى بشهرتها عن الإسناد، لأنه أشبه التواتر في مجيئه لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة، قال: ويدل على شهرته ما روى ابن وهب، عن مالك، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: وجد كتاب عند آل حزم يذكرون أنه كتاب رسول الله . وقال العقيلي: هذا حديث ثابت محفوظ؛ إلا أنا نرى أنه كتاب غير مسموع عمن فوق الزهري. وقال يعقوب بن سفيان: لا أعلم في جميع الكتب المنقولة كتابًا أصح من كتاب عمرو بن حزم هذا، فإن أصحاب رسول الله ، والتابعين يرجعون إليه ويدعون رأيهم. وقال الحاكم: قد شهد عمر بن عبد العزيز، وإمام عصره الزهري، لهذا الكتاب بالصحة، ثم ساق ذلك بسنده إليهما.
قال ابن حجر: حديث عمرو بن حزم أشهر -يعني من حديث حكيم المتقدم سابقًا- والشيخ محيي الدين في الخلاصة ضعف حديث حكيم بن حزام، وحديث عمرو بن حزم، جميعًا.
وفي الباب عن ابن عمر: رواه الدارقطني (١/ ١٢١)، والطبراني (١٢/ ٣١٣، ٣١٤ / رقم: ١٣٢١٧)، وإسناده لا بأس به، ذكر الأثرم أن أحمد احتج به.
وعثمان بن أبي العاص، رواه الطبراني، وابن أبي داود في المصاحف (ص: ١٨٥)، وفي إسناده انقطاع، وفي رواية الطبراني من لا يعرف.
وعن ثوبان، أورده علي بن عبد العزيز في منتخب مسنده، وفي إسناده خصيب بن جحدر، وهو متروك. وروى الدارقطني (١/ ١٢٣) في قصة إسلام عمر، أن أخته قالت له قبل أن يسلم: "إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون" وفي إسناده مقال.
وفيه عن سلمان موقوفًا، أخرجه الدارقطني (١/ ١٢٣)، والحاكم (١/ ١٨٣).
(٢) - راجع تفسيره (٢٥/ ٤٩).