للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حديث آخر في معناه: قال أحمد: حدثنا عَتَّاب، أخبرنا عبد الله (ح) وعلي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله -يعني: ابن المبارك-، أخبرنا أسامة بن زيد، أخبرني محمد بن حمزة؛ أنه سمع أباه يقول: سمعت رسول الله يقول: "على ظهر كل بعير شيطان، فإذا ركبتموها فسموا الله ﷿ ثم لا تقصروا عن حاجاتكم" (٩).

﴿وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (١٥) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (١٦) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧) أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيرُ مُبِينٍ (١٨) وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (١٩) وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إلا يَخْرُصُونَ (٢٠)

يقول تعالى مخبرًا عن المشركين فيما افتروه وكذبوه في جعلهم بعض الأنعام لطواغيتهم وبعضها لله، كما ذكر الله عنهم في سورة الأنعام، في قوله: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾. وكذلك جعلوا له من قسمي البنات والبنين أخسَّهما وأردأهما وهو البنات، كما قال تعالى: ﴿أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (٢١) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى﴾ وقال هاهنا: ﴿وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ﴾.


= ابن إسحاق. وهذا إسناد حسن، وقد قال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ١٣٤): "رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع في أحدها".
(٩) - " المسند" (٣/ ٤٩٤)، وكذا رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٥٠٤) (٢/ ٢٨٥، ٢٨٦) والطبراني في "المعجم الكبير" (٣/ ٢٩٩٣) وفي "الأوسط" (٢/ ١٩٢٤) ابن حبان (٤/ ١٧٠٣) والحاكم (١/ ٤٤٤) من طريق أسامة بن زيد به. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن حمزة إلا أسامة بن زيد الليثي" وبه أعله أبو عبد الرحمن النسائي فقال عقبه: "أسامة بن زيد ليس بالقوي في الحديث". لكن وثقه ابن معين. وقال ابن عدي: ليس به بأس. وفي "التقريب": "صدوق يهم". فيحتمل تحسين حديثه، وصححه ابن حبان، وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي، والليثي إنما أخرج له مسلم متابعة. والحديث رقم به أبو عبد الرحمن الألباني (٣٩١٩) من "صحيح الجامع" وقد ذكره الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ١٣٤) وقال: "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن حمزة وهو ثقة".