يعذبون بغير حساب ولا عتاب، كما تدخل طائفة من المؤمنين الجنةَ بغير عذاب ولا حساب.
ثم لما ذكر حكمه في المؤمنين والكافرين قال: ﴿فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ﴾ أي: المالك لهما وما فيهما؛ ولهذا قال: ﴿رب العالمين﴾.
ثم قال: ﴿وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، قال مجاهد: يعني السلطان. أي: هو العظيم المجد، الذي كل شيء خاضع لديه فقير إليه. وقد ورد في الحديث الصحيح:"يقول الله تعالى: العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما أسكنته ناري". ورواه [١] مسلم من حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي [٢] مسلم، عن أبي هريرة وأبي سعيد ﵄ عن رسول الله ﷺ بنحوه (١٤).
وقوله: ﴿وهو العزيز﴾ أي: الذي لا يُغالبُ ولا يمانَعُ، ﴿الحكيم﴾ في أقواله وأفعاله، وشرعه وقدره، تعالى وتقدس، لا إله إلا هو.
[آخر تفسير سورة الجاثية ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة].
* * *
انتهى بحمد الله وحسن توفيقه الجزء الثاني عشر ويليه إن شاء الله تعالى الجزء الثالث عشر وأوله تفسير سورة الأحقاف