للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أمير المؤمنين عثمان [١]: ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه، وفلتات لسانه.

والغرض أن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه، فالمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع الله أصلح الله ظاهره للناس، كما روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته.

وقال [٢] أبو القاسم الطبراني: حدثنا محمود بن محمد المروزي، حدثنا حامد بن آدم المروزي، حدثنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي، عن سلمة بن كُهَيل، عن جندَب بن سفيان البجلي؛ قال: قال النبي : "ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر". العرزمي متروك.

وقال الإِمام أحمد (٨١): حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله أنه قال: "لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة، لخرج عمله للناس كائنًا ما كان".

وقال الإِمام أحمد (٨٢): حدثنا حسن، حدثنا زُهير، حدثنا قابوس بن أبي ظبيان؛ أن أباه حدثه عن ابن عباس، عن النبي ، قال: "إن الهدي الصالح، والسمت الصالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة". ورواه أبو داود عن عبد الله بن محمد النفيلي، عن زهير به.

فالصحابة، ، خلصت نياتهم وحسنت أعمالهم، فكل من نظر إليهم أعجبوه في سمتهم وهديهم.

وقال [٣] مالك : بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام يقولون: "والله لهؤلاء [٤] خير من الحواريين فيما بلغنا [٥] ". وصدقوا في ذلك،


= وأخرجه العقليي في الضعفاء (١/ ١٧٦) وابن عدي في الكامل (٢/ ٣٠٤)، (٣/ ٢٠١)، والخطيب في التاريخ (١/ ٣٤١) من طريق شريك به وهو حديث لا أصل له، انظر الفوائد البديعة (ص ٣٥).
(٨١) - المسند (٣/ ٢٨).
(٨٢) - المسند (١/ ٢٩٦)، وأخرجه في (١/ ٢٩٦)، والبخاري في الأدب المفرد (٤٦٨، ٧١٩)، وأبو داود في الأدب، باب: في الوقار حديث (٤٧٧٦) من طرق عن قابوس بن أبي ظبيان به.