للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فَيعطى سؤله؟ حتى يطلع الفجر".

وقال كثير من المفسرين في قوله تعالى إخبارًا عن يعقوب: إنه قال لبنيه: ﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي﴾، قالوا: أخَّرَهُم إلى وقت السحر.

وقوله: ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾: لما وصفهم بالصلاة ثنى بوصفهم بالزكاة والبر والصلة، فقال: ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ﴾ أي: جزء مقسوم قد أفرزوه للسائل والمحروم، أما السائل فمعروف، وهو الذي يبتدئ بالسؤال وله حق؛ كما قال الإمام أحمد:

حدثنا وكيع وعبد الرحمن؛ قالا: حدثنا سفيان، عن مصعب بن محمَّد، عن يعلى ابن [١] أبي يحيى، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي؛ قال: قال رسول الله : "للسائل حق وإن جاء على فرس" (٩). ورواه أبو داود من حديث سفيان الثوري به (١٠). ثم أسنده من وجه آخر عن علي بن أبي طالب (١١). وروي من حديث الهرماس بن زياد مرفوعًا (١٢).


= (١١٤٥) (٣/ ٢٩). وطرفاه في [٦٣٢١، ٧٤٩٤]. ومسلم في كتاب: صلاة المسافرين، باب: الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، حديث (٧٥٨/ ١٦٨). وأبو داود في كتاب: الصلاة، باب: أي الليل أفضل، حديث (١٣١٥) (٢/ ٣٤)، وفي كتاب: السنة (٤٧٣٣) (٤/ ٣٣٤). والترمذي في كتاب: الدعوات، كتاب: استحباب الدعاء في الثلث الأخير من الليل، حديث (٣٤٩٣) (٩/ ١٦٧). والنسائي في الكبرى في كتاب النعوت، باب: المعافاة والعقوبة، حديث (٧٧٦٨) (٤/ ٤٢٠). وفي كتاب: عمل اليوم والليلة، باب: الوقت الذي يستحب فيه الاستغفار، حديث (١٠٣٦٣) (٦/ ١٢٣). وابن ماجه في كتاب: الإقامة، باب: ما جاء في أي ساعات الليل أفضل، حديث (١٣٦٦). كلهم من حديث أبي هريرة، . قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وفي الباب عن علي، وعبد الله بن مسعود، وأبي سعيد، وجبير بن مطعم، ورفاعة الجهني، وأبي الدرداء، وعثمان بن أبي العاص.
(٩) - أخرجه أحمد (١/ ٢٠١)، وفي إسناد يعلى بن أبي يحيى وهو مجهول. ومصعب بن محمَّد وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: صالح، يكب حديثه ولا يحتج به. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.
(١٠) - سنن أبي داود، كتاب: الزكاة، كتاب: حق السائل، حديث (١٦٦٥) (٢/ ١٢٦).
(١١) - سنن أبي داود في الموضع السابق برقم (١٦٦٦) (٢/ ١٢٦) من طريق زهير، عن شيخ، قال: رأيت سفيان عنده، عن فاطمة بنت حسين، عن أبيها عن علي، عن النبي مثله. وهو إسناد ضعيف لجهالة هذا الشيخ.
(١٢) - أخرجه الطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٢٥٣ - ٢٠٤) (٥٣٥). =