للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضحاك: المراد بذلك المؤمنون.

وقوله: ﴿مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾. قال الإمام أحمد:

حدثنا يحيى بن آدم وأبو سعيد؛ قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود؛ قال: أقرأني رسول الله : (إني أنا [١] الرزاق ذو القوة المتين) (١٨).

ورواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، من حديث إسرائيل (١٩)، وقال الترمذي: حسن صحيح.

ومعنى الآية أنه تعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب. وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم.

قال الإمام أحمد: حدثنا محمَّد بن عبد الله، حدثنا عمران -يعني ابن زائدة بن نشيط- عن أبيه، عن أبي خالد -هو الوالبي [٢]- عن أبي هُرَيرة؛ قال: قال رسول الله، : [] [٣] "قال الله: [يا بن] [٤] آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدوك غنى، وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك" (٢٠).

ورواه الترمذي وابن ماجه، من حديث عمران بن زائدة (٢١)، وقال الترمذي: حسن


(١٨) - أخرجه أحمد (١/ ٣٩٤)، وفيه أبو إسحاق السبيعي ثقة إلا أنه اختلط بأخرة وكان يدلس، وقد عنعن.
(١٩) - سنن أبي داود في كتاب: الحروف والقراءات، حديث (٣٩٩٣) (٣/ ٣٥). والترمدي في كتاب: القراءات، باب: ومن سورة الذاريات، حديث (٢٩٤١) (٨/ ١٣٧ - ١٣٨). والنسائي في الكبرى في كتاب: التفسير، كتاب: قوله تعالى: ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾، حديث (١١٥٢٧). كلهم من طريق أبي إسحاق. قال الترمذي: حسن صحيح. والحديث صححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقاته على المسند. وصحح متنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي (٢٣٤٣ - ٣١٢٢).
(٢٠) - أخرجه أحمد (٢/ ٣٥٨). وفي إسناده أهو خالد الوالبي والراوي عنه زائدة بن نشيط كلاهما قال عنه الحافظ: مقبول.
(٢١) - أخرجه الترمذي في كتاب: صفة القيامة، كتاب: من كانت الآخرة همه جاءته الدنيا راغمة، حديث (٢٤٦٨) (٧/ ١٧١). =