للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا حديث غريب جدًّا تفرد به روح بن جناح [١] هذا، وهو القرشي الأموي مولاهم أبو سعد [٢] الدمشقي، وقد أنكر هذا الحديث عليه جماعة من الحفاظ منهم: الجَوزَجَاني، والعقيلي، والحاكم أبو عبد الله النيسابوري، وغيرهم. قال الحاكم: لا أصل له من حديث أبي هريرة، ولا سعيد، ولا الزهريّ [] [٣].

وقال ابن جرير: حدثنا هناد بن السري، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة؛ أن رجلًا قال لعلي: ما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له "الضّراح"، وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة، لا يعودون فيه أبدًا (٥).

وكذا رواه شعبة وسفيان الثوري، عن سماك. وعندهما أن ابن الكواء هو السائل عن ذلك. ثم رواه ابن جرير عن أبي كريب، عن طلق بن غنام، عن زائدة، عن عاصم، عن علي بن ريبعة؛ قال: سأل ابن الكواء عليًّا عن البيت المعمور؟ قال: مسجد في السماء يقال له "الضّراح"، يدخله كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة، ثم لا يعودون فيه أبدًا. ورواه من حديث أبي الطفيل، عن علي بمثله (٦).

وقال العوفي عن ابن [٤] عباس: هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة ويصلي فيه كل ليلة [٥] سبعون ألفًا من الملائكة ثم لا يعودون إليه. وكذا قال عكرمة، ومجاهد، والربيع بن أنس، والسدي، وغير واحد من السلف.

وقال قتادة: ذكر لنا أن رسول الله قال يوما لأصحابه: "هل


= الإسناد. قال العقيلي: لا يحفظ من حديث الزهري إلا عن روح بن جناح هذا، وفيه رواية من غير هذا الوجه بإسناد صالح في ذكر البيت المعمور. قال ابن عدي: ولا يعرف هذا الحديث إلا بروح بن جناح عن الزهريّ. ونقل عن السعدي أنه قال: روح بن جناح ذكر عن الزهريّ حديثًا معضلًا في البيت المعمور. قال الحافظ في التقريب: روح بن جناح: ضعيف اتهمه ابن حيان. والحديث فيه الوليد بن مسلم أيضًا وهو يدلس ويسوي.
(٥) - أخرجه الطبري (٢٧/ ١٦). وفي إسناده خالد بن عرعرة ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٣/ ٣٤٣) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
(٦) - أخرجه الطبري (٢٧/ ١٧) وفيه عاصم بن بهدلة وهو ابن أبي النجود قال عنه الحافظ: صدوق له أوهام.