للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناس لا يدرون ما مرضه (١٠).

وقال الإِمام أبو عُبَيد في "فضائل القرآن": حدثنا محمد بن صالح، حدثنا هشام بن حسان، عن الحسن، أن عمر قرأ: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ﴾، فرتا لها رتوة عِيدَ منها عشرين يومًا (١١).

وقوله: ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾ قال ابن عباس وقتادة: تتحرك تحريكًا. وعن ابن عباس: هو تشققها، وقال مجاهد: تدور دورًا. وقال الضحاك: استدارتها وتحريكها لأمر اللَّه، وموج بعضها في بعض. وهذا اختيار ابن جرير أنه التحرك في استدارة. قال: وأنشد أبو عبيدة [١] معمر بن المثنى بيت الأعشى [٢].

كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيتِ جَارَتِهَا … مَوْرُ [٣] السَّحَابَةِ لَا رَيثٌ وَلَا عَجَلُ

﴿وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيرًا﴾ أي: تذهب فتصير هباء منبثًّا، وتنسف نسفًا، ﴿فَوَيلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ أي: ويل لهم ذلك اليوم من عذاب اللَّه ونكاله بهم، وعقابه لهم، ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ﴾ أي: هم في الدنيا يخوضون في الباطل، ويتخذون دينهم هزوًا ولعبًا، ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ﴾ أي: يدفعون ويساقون ﴿إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾ وقال مجاهد، والشعبي، ومحمد بن كعب، والضحاك، والسدي، والثوري: يدفعون فيها دفعًا: ﴿هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ أي: تقول لهم الزبانية ذلك تقريعًا وتوبيخًا، ﴿أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْهَا﴾ أي: ادخلوها دخول من تغمره من جميع جهاته، ﴿فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا [] [٤] سَوَاءٌ عَلَيكُمْ﴾ أي: سواء صبرتم على عذابها ونكالها أم لم تصبروا، لا محيد لكم عنها ولا خلاص لكم منها، ﴿نَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ أي: ولا يظلم اللَّه أحدًا، بل يجازي كلًّا بعمله.

﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (١٨) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩) مُتَّكِئِينَ عَلَى


(١٠) - في إسناده صالح المري وهو ضعيف.
(١١) - أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (١٣٦ - ١٣٧). والحسن لم يسمع من عمر بن الخطاب ولم يره.