للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُوقِنُونَ (٣٦) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيطِرُونَ (٣٧) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٣٨) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (٣٩) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٠) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤١) أَمْ يُرِيدُونَ كَيدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٣)

هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية [١]، فقال تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيرِ شَيءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ أي: أوجدوا من غير موجد؟ أم هم أوجدوا أنفسهم؟ أي: لا هذا ولا هذا، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئًا مذكورًا.

قال البخاري: حدثنا الحُمَيدي، حدثنا سفيان؛ قال: حدثوني عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مُطعم، عن أبيه؛ قال: سمعت النبي يقرأ في المغرب بالطور [٢]، فلما بلغ هذه الآية: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيرِ شَيءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (٣٦) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيطِرُونَ﴾ كاد قلبي أن يطير (٢٤).

وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طرق، عن الزهري به (٢٥). وجبير بن مطعم كان قد [٣] قدم على النبي بعد وقعة بدر في فداء الأسارى، وكان إذ ذاك مشركًا، وكان سماعه هذه [٤] الآية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الإِسلام بعد ذلك.

ثم قال تعالى: ﴿أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ﴾؟ أي: أهم خلقوا


(٢٤) - أخرجه البخاري في كتاب: التفسير، تفسير سورة الطور، باب: (١)، حديث (٤٨٥٤) (٨/ ٦٠٣). وزاد: قال سفيان: فأما أنا فإنما سمعت الزهري يحدث عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه: سمعت النبي يقرأ في المغرب بالطور لم أسمعه زاد الذي قالوا لي.
(٢٥) - أخرجه البخاري في كتاب: التفسر، باب: سورة الطور، حديث (٤٨٥٤) (٨/ ٤٦٩).
وأطرافه في [٧٦٥، ٣٠٥٠، ٤٠٢٣]. ومسلم في كتاب: الصلاة، باب: القراءة في الصبح، حديث (١٧٤/ ٤٦٣) (٤/ ٢٣٩).