للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حديث الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عي رافع بن خَديج، عن النبي مثله سواء (٣٧). وروى مرسلًا أيضًا، والله أعلم. وكذا رواه أبو داود عن عبد الله بن عمرو أنه قال: "كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات إلا كُفر بهن عنه، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلا خُتم له بهن كما يختم بالخاتم [على الصحيفة] [١]: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" (٣٨). وأخرجه الحاكم من حديث أم المؤمنين عائشة، وصححه (٣٩)، ومن رواية جُبَير بن مطعم (٤٠). ورواه أبو بكر الإِسماعيلي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، كلهم عن النبي، . وقد أفردت لذلك جزءًا لي حِدَة بذكر طُرقه وألفاظه وعللَّه، وما يتعلق به، ولله الحمد والمنة.

وقوله: ﴿وَمِنَ اللَّيلِ فَسَبِّحْهُ﴾ أي: اذكره واعبده بالتلاوة والصلاة في الليل، كما قال تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾.

وقوله: ﴿وَإِدْبَارَ النُّجُومِ﴾ قد تقدم في حديث ابن عباس أنهما الركعتان اللتان قبل صلاة الفجر (٤١)، فإنهما مشروعتان عند إدبار النجوم، أي: عند جنوحها [٢] للغيبوبة. وقد روى ابن سِيلانَ [٣]، عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تَدَعوهما، وإن طردتكم الخيل" (٤٢)، يعني: ركعتي الفجر. رواه أبو داود. ومن هذا الحديث حكي عن بعض أصحاب الإِمام أحمد القولُ بوجوبهما، وهو ضعيف لحديث: "خمس صلوات في اليوم والليلة". قال: هل


(٣٧) - أخرجه النسائي في الكبرى في كتاب: عمل اليوم والليلة، باب: كفارة ما يكون في المجلس، حديث (١٠٢٦٣) (٦/ ١١٣). والحاكم (١/ ٥٣٧).
(٣٨) - أخرجه أبو داود في كتاب: الأدب، باب: في كفارة المجلس، حديث (٤٨٥٧) (٤/ ٢٦٤ - ٢٦٥). وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود دون لفظة: ثلاث مرات.
(٣٩) - أخرجه الحاكم (١/ ٤٩٦ - ٤٩٧). قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
(٤٠) - أخرجه الحاكم (١/ ٥٣٧) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(٤١) - تقدم تخريجه في آخر سورة (ق).
(٤٢) - أخرجه أحمد (٢/ ٤٠٥)، وأبو داود في كتاب: الصلاة، باب: في تخفيفهما، حديث (١٢٥٨) (٢/ ٢٠).
كلاهما من طريق ابن سيلان وهو جابر، وقيل: عبد ربه بن سيلان قال عنه الحافظ: مقبول.
وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود برقم (٢٧٢).