للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بين الله وأنبيائه، وقرن معه [١] ميكائيل في اللفظ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوّهم وميكائيل وليهم [٢]، فأعلمهم [الله تعالى] [٣] أن [٤] بن عادى واحدًا منهما، فقد عادى الآخر، وعادى الله أيضًا؛ لأنه أيضًا ينزل على [أنبياء الله] [٥] بعض الأحيان، كما قرن برسول الله في ابتداء الأمر، ولكن جبريل أكثر، وهي وظيفته، وميكائيل موكل بالنبات والقطر، هذاك بالهدى، وهذا بالرزق، كما أن إسرافيل موكل [بالنفخ في الصور للبعث] [٦] يوم [٧] القيامة؛ ولهذا جاء في الصحيح (٥٦٨): أن رسول الله كان إذا قام من الليل يقول: "اللَّهم رب جبربل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك، فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اخْتُلِفَ فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم"، وقد تقدّم مما حكاه البخاري، ورواه ابن جرير، عن عكرمة، وغيره [٨] أنه قال: جبر [٩] وميك وإسراف: عبيد [١٠]، وإيل: الله.

وقال ابن أبي حاتم (٥٦٩): حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن عمير مولى ابن عباس، [عن ابن عباس] [١١] قال: إنما كان قوله جبريل كقوله: عبد الله، وعبد الرحمن، وقيل [١٢] جبر: عبد، وإيل: الله.

وقال محمد بن إسحاق (٥٧٠): عن الزهري، عن علي بن الحسين قال: أتدرون [١٣] ما اسم جبريل من أسمائكم؟ قلنا: لا. قال: اسمه عبد [١٤] الله، قال: فتدرون ما اسم ميكائيل من أسمائكم؟ قلنا لا. قال اسمه عبيد [١٥] الله، وكل اسم مرجعه إلى إيل فهو إلى الله [﷿].

قال ابن أبي حاتم (٥٧١): وروي عن [عكرمة، ومجاهد] والضحاك، ويحيى بن يعمر نحو


(٥٦٨) - رواه ابن أبي حاتم برقم ٩٧١ - (١/ ٢٩٢).
(٥٧١) - ابن أبي حاتم (١/ ٢٩٣).