ذلك، ثم [][١] قال حدثني [٢] أبي، حدثنا أحمد بن أبي الحَوَاري، حدثني عبد العزيز بن عمير قال: اسم جبريل في الملائكة خادم الله، قال: فحدَّثتُ به أبا سليمان الداراني فانتفض، وقال: لَهَذا الحديثُ أحبُّ إليَّ من كلِ شيءٍ في دفتر كان بين يديه.
وفي جبريل وميكائيل لغات وقراءات، تذكر في كتب اللغة والقراءات، [ولم نطول][٣] كتابنا هذا بسرد ذلك، إلا أن يدور فهم المعنى عليه، أو يرجع الحكم في ذلك إليه، وبالله الثقة، وهو المستعان.
وقوله تعالى: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ [٤] عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ﴾ فيه إيقاع المُظْهَر مكان المضمر حيث لم يقل: فإنه عدوّ للكافرين؛ بل قال: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ﴾ كما قال الشاعر:
لا أرى الموتَ يسبِقُ الموتَ شيء [٥] … نغص [٦] الموتُ ذا [٧] الغنى والفقيرا
وقال الآخر [٨]:
ليتَ الغرابَ غداةَ ينعَبُ دائبًا … كان الغرابُ مُقَطَّعَ الأوداج
وإنما أظهر [الله هذا][٩] الاسم هاهنا؛ لتقرير [١٠] هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أن من عادى وليًّا [١١] لله فقد عادى الله، ومن عادى الله فإن الله عدوّ له، ومن كان الله عدوّه، فقد خسر الدنيا والآخرة، كما تقدّم الحديث:"من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب"(٥٧٢)، وفي الحديث الآخر:"إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحَرِبُ". وفي الحديث [١٢] الصحيح: "وَمَنْ كنتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُه".