للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال مكحول: كنا أجنة في بطون أمهاتنا، فسقط منا من سقط، وكنا فيمن بقي، ثم كنا مراضع فهلك منا من هلك، وكنا فيمن لقي، ثم صرنا يفَعة، فهلك منا من هلك. وكنا فيمن بقي ثم صرنا شبابًا فهلك منا من هلك. وكنا فيمن بقي ثم صرنا شيوخًا - لا أبا لك - فماذا بعد هذا ننتظر [١]؟ رواه ابن أبي حاتم عنه.

وقوله: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ﴾، أي: تمدحوها وتشكروها و [٢] تمنوا بأعمالكم، ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾. كما قال: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾.

وقال مسلم في صحيحه: حدثنا عَمرو الناقد، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سميتُ ابنتي بَرَّةَ، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله نهى عن هذا الاسم، وسُميت بَرّة فقال رسول الله : "لا تزكوا أنفسكم، إن الله أعلم بأهل البر منكم". فقالوا: بم نسميها؟ قال: "سموها زينب" (٧٢) وقد ثبت أيضًا في الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا عفان، حدثنا وُهيب [٣]، حدثنا خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال: مدح رجل رجلًا عند النبي فقال رسول الله : "ويلك [٤]! قطعتَ عنق صاحبك - مرارًا - إذا كان أحدكم مادحًا صاحبه لا محالة فليقل: أحسب فلانًا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدًا، أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك" (٧٣).

ثم رواه عن [غندر عن] [٥] شعبة عن خالد الحذاء به (٧٤). [وكذا رواه البخاري، وأبو داود، وابن ماجة، من طرق، عن خالد الحذاء، به] [٦] (٧٥).


(٧٢) - صحيح مسلم في كتاب: الآداب، باب: استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن، حديث (١٩/ ٢١٤٢) (١٤/ ١٧١).
(٧٣) - مسند أحمد (٥/ ٤٦) (٢٥١٧).
(٧٤) - المسند (٥/ ٤١) (٢٠٤٧٥).
(٧٥) - صحيح البخاري في كتاب: الشهادات، باب: إذا زكى رجل رجلًا كفاه، حديث (٢٦٦٢) (٥/ ٢٧٤). ومسلم في كتاب: الزهد والرقائق، باب: النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، حديث =