للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تخش [١] من ذي العرش إقلالًا" (٧٨) وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرَّازِقِينَ﴾.

وقوله: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (٣٦) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾، قال سعيد بن جبير، والثوري: أي بَلَغ جميع ما أمر به.

وقال ابن عباس: ﴿وَفَّى﴾ لله [٢] بالبلاغ. وقال سعيد بن جُبيَر: ﴿وَفَّى﴾ ما أمر به. وقال قتادة: ﴿وَفَّى﴾ طاعة الله، وأدى رسالته إلى خلقه. وهذا القول هو اختيار ابن جرير، وهو يشمل الذي قبله، ويشهد له قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَال إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾، فقام بجميع الأوامر، وترك جميع النواهي، وبَلّغ الرسالة على التمام والكمال، فاستحق بهذا أن يكون للناس إمامًا يُقْتَدى به في جميع أحواله وأفعاله وأقواله؛ قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْحَينَا إِلَيكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، حدثنا [] [٣] حدثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: تلا رسول الله هذه الآية: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾، قال: "أتدري [٤] ما وفى؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "وَفَّى عمل يومه بأربع ركعات من أول النهار".

ورواه ابن جرير من حديث جعفر بن الزبير وهو ضعيف (٧٩).


(٧٨) أخرجه الطبراني في: الكبير (١/ ٣٤٠) (١٠٢٠)، والبزار كما في المختصر (٢/ ٤٩٣) (٢٢٧٨).
كلاهما من طريق قيس بين الربيع عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله، .. فذكر الحديث. قال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٢٩): رواه كله الطبراني في الكبير، وفيه قيس بين الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام. ا هـ. قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (١/ ٥١): رواه البزار بإسناد حسن.
وأخرجه الطبراني في الكبير (١/ ٣٤١ - ٣٤٢) (١٠٢٤)، وأبو يعلى (١٠/ ٤٢٩) (٦٠٤٠)، والبزار (٢/ ٤٩٤) (٢٢٨٠). كلهم من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة. قال البزار: تفرد به مبارك وإسناده حسن. قال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٤٤): رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن.
(٧٩) - تفسير الطبري (٢٧/ ٧٣).