للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (١٠) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (١١) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (١٣) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (١٤) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٥)

يقول تعالى: ﴿كَذَّبَتْ﴾ قبل قومك يا محمد ﴿قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا﴾، أي: صرحوا له بالتكذيب واتهموه بالجنون، ﴿[وَقَالُوا مَجْنُونٌ] [١] وَازْدُجِرَ﴾. قال مجاهد: ﴿وَازْدُجِرَ﴾، أي: استطير جنونًا. وقيل: ﴿وَازْدُجِرَ﴾، أي: انتهروه وزجروه وأوعدوه؛ ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَانُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴾. قاله ابن زيد، وهذا متوجه حسن. ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾، أي: إني ضعيف عن هؤلاء وعن مقاومتهم ﴿فَانْتَصِرْ﴾ أنت لدينك. قال الله تعالى: ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾. قال السدي: هو الكثير. ﴿وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا﴾، أي: نبعت جميع أرجاء الأرض، حتى التنانير التي هي محال [٢] النيران نبعت عيونًا، ﴿فَالْتَقَى الْمَاءُ﴾ أي: من السماء ومن الأرض ﴿عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾، أي: أمر مقدر.

قال ابن جريج، عن ابن عباس: ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾ كثير، لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده، ولا من السحاب، فتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوم، فالتقى الماءان على أمر قد قدر.

وروى ابن أبي حاتم أن ابن الكواء سأل عليًّا عن المجرة؟ فقال: هي شرج [٣] السماء، ومنها فتحت السماء بماء منهمر.

﴿وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ﴾، قال ابن عباس، وسعيد بن جبير، والقرظي، وقتادة، وابن زيد: هي المسامير. واختاره ابن جرير، قال: وواحدها دسار، ويقال: دسير كما يقال: حَبِيك [٤] وحباك، والجمع حُبك.

وقال مجاهد: الدُّسر: أضلاع السفينة. وقال عكرمة والحسن: هو صدرها الذي


[١]- سقط من ز.
[٢]- في ز: محل.
[٣]- في ز: شرخ.
[٤]- في ز، خ: حبك.