ورواه الحافظ أبو بكر البزار، عن عمرو بن مالك، عن الوليد بن مسلم. وعن عبد الله بن أحمد بن شَبويه، عن هشام بن عمار [١] كلاهما [٢] عن الوليد بن مسلم به. ثم قال: لا نعرفه يروى إلا من هذا الوجه.
وقال أبو جعفر بن جرير (٣): [حدثنا محمد بن عباد بن موسى وعمرو بن مالك البصري قالا][٣] حدثنا يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن رسول الله ﷺ قرأ "سورة الرحمن" -أو: قُرئَت عنده- فقال:"ما لي أسمع الجن أحسن جوابًا لربها منكم؟ ". قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال:"ما أتيت على قول الله: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ إلا قالت الجن: لا بشيء [من نعمة][٤] ربنا نكذّب.
ورواه الحافظ البزار، عن عمرو بن مالك به. ثم قال: "لا نعلمه يروى عن النبي ﷺ إلا من هذا الوجه، بهذا الإِسناد.
يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه؛ أنه أنزل على عباده القرآن، وييسر حفظه وفهمه على من رحمه، فقال: ﴿الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾. قال الحسن: يعني النطق. وقال الضحاك، وقتادة، وغيرهما: يعني الخير والشر. وقول الحسن هاهنا أحسن وأقوى؟ لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن، وهو أداء تلاوته، وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق، وتسهيل خروج الحروف من مواضعها، من الحلق واللسان
(٣) - تفسير الطبري (٢٧/ ١٢٣ - ١٢٤). وأخرجه البزار كما في مجمع الزوائد (٧/ ١٢٠)، وهو حديث حسن بالذي قبله.