للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا﴾. الآية.

وقال ابن جرير (٥٨٤): حدَّثنا القاسم، حدَّثنا حسين حدثنا [١] حجاج عن أبي بكر، عن شَهْر بن حَوْشب قال: لما سُلِبَ سليمان ملكه، كانت الشياطين تكتب السحر في غيبة سليمان. فكتبت: "من أراد أن يأتي كذا وكذا فليستقبل الشمس، وليقل كذا وكذا؛ ومن أراد أن يفعل كذا وكذا، فليستدبر الشمس، وليقل كذا وكذا؛ فكتبتْه وجعلتْ عنوانَه: هذا ما كتب آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم". ثم دفنته تحت كرسيه، فلما مات سليمان قام إبليس لعنه الله! خطيبًا، فقال [٢]: يا أيها الناس؛ إن سليمان لم يكن نبيًّا، إنما كان ساحرًا، فالتمسوا سحره في متاعه، وبيوته. ثم دلهم على المكان الذي دفن فيه. فقالوا: والله لقد كان سليمان ساحرًا، هذا سحره، بهذا تَعَبَّدَنا، وبهذا قهرنا.

فقال [٣] المؤمنون: بل كان نبيًّا مؤمنًا. فلما بعث الله النبي محمدًا [٤] [جعل يذكر الأنبياء] [٥] حتى [٦]، ذكر داود وسليمان فقالت اليهود: انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل. يذكر سليمان مع الأنبياء. إنما كان ساحرًا يركب الريح، فأنزل الله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيمَانَ [وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ] [٧]﴾. الآية.

وقال [٨] ابن جرير (٥٨٥): حدَّثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عمران بن حُدَيْر [٩]، عن أبي مِجْلزَ قال: أخذ سليمان من كل دابة عهدًا، فإذا أصيب رجل فسأل بذلك العهد، خلي عنه، فزاد [١٠] الناس السجع والسحر، وقالوا: هذا يعمل به سليمان [بن داود ]؛ فقال الله تعالى: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾.

وقال ابن أبي حاتم (٥٨٦): حدَّثنا [عصام بن رَوّاد] [١١]، حدَّثنا آدم، حدَّثنا المسعودي، عن


(٥٨٤) - رواه ابن جرير برقم ١٦٦٦ - (٢/ ٤١٦).
(٥٨٥) - تفسير ابن جرير برقم ١٦٦١ - (٢/ ٤١٤).
(٥٨٦) - رواه ابن أبي حاتم برقم ٩٨٩ - (١/ ٢٩٨).