للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن جرير: حدثني يونس، أخبرنا سفيان، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله قال: "إن الله ليُصْبحُ القوم بالنعمة أو يمسيهم [١] بها، فيصبح بها قوم كافرين، يقولون: مُطِرنا بنوء كذا وكذا" (١١٠).

قال محمد -هو ابن إبراهيم-: فذكرت هذا الحديث لسعيد بن المسيب، فقال: ونحن قد سمعنا من أبي هُرَيرة، وقد أخبرني من شهد عمر بن الخطاب وهو يستسقي، فلما استسقى التفت إلى العباس؛ فقال: يا عباس، يا عم رسول الله، كم بقي من نوء الثريا؟ فقال: العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق بعد سقوطها سبعًا (١١١).

قال: فما مضت ساعة حتى مُطِروا. وهذا مَحمول على السؤال عن الوقت الذي أجرى الله فيه العادة بإنزال المطر، لا أن ذلك النوء يؤثر بنفسه في نزول المطر، فإن هذا هو المنهي عن اعتقاده. وقد تقدم شيء من هذه الأحاديث عند قوله: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾.

وقال ابن جرير: حدثني يونس، أخبرنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية -أحسبه أو غيره- أن رسول الله سمع رجلًا -ومطروا- يقول: مطرنا ببعض عثانين [٢] الأسد، فقال: "كذبت! بل هو رزق الله" (١١٢).

ثم قال ابن جرير: حدثني أبو صالح الصراوي [٣]، حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي، حدثنا جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي قال: ما مُطِر قوم من ليلة إلا أصبح قوم بها كافرين.

ثم قال: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾. يقول قائل: مطرنا بنجم كذا وكذا (١١٣).


(١١٠) - أخرجه الطبري (٢٧/ ٢٠٨) وفيه محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، إلا أن الحديث له شواهد تقويه كما مر.
(١١١) - أخرجه الطبري في الموضع السابق.
(١١٢) - أخرجه الطبري في الموضع السابق، وهو ظاهر الانقطاع.
(١١٣) - أخرجه الطبري (٢٧/ ٢٠٩). وفي إسناده محمد بن عبد الملك الأزدي، قال في الجرح والتعديل (٨/ ٥): ليس بالقوي.