للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرجه النسائي عند تفسير هذه الآية عن هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب به (٤٠).

وقد رواه ابن ماجة من حديث موسى بن يعقوب الزمعي، عن أبي خازم، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، مثله (٤١). فجعله من مسند ابن الزبير. لكن رواه البزار في مسنده من طريق موسى بن يعقوب، عن أبي حازم، عن عامر، عن ابن الزبير، عن ابن مسعود، فذكره (٤٢).

وقال سفيان الثوري عن المسعودي، عن القاسم؛ قال: ملَّ [١] أصحاب رسول اللَّه ملة [٢]، فقالوا: حدثنا يا رسول اللَّه، [فأنزل اللَّه تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾، قال: ثم مَلّوا مَلة؛ فقالوا: حَدثْنا يا رسول اللَّه، فأنزل اللَّه تعالى] [٣]: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ﴾. ثم ملوا [ملة] [٤]، فقالوا: حَدثْنا يا رسول اللَّه. فأنزل اللَّه: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾ (٤٣).

وقال قتادة: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾: ذُكر لنا أن شَداد بن أوس كان يروي عن رسول اللَّه ؛ قال: "إن أول ما يرفع من الناس الخشوع" (٤٤).

وقوله: ﴿وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَال عَلَيهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ


(٤٠) - السنن الكبرى في كتاب: التفسير، كتاب: قوله تعالى ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾، حديث (١١٥٦٨) (٦/ ٤٨١).
(٤١) - سنن ابن ماجة في كتاب: الزهد، باب: الحزن والبكاء، حديث (٤١٩٢) (٢/ ١٤٠٢). قال في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة برقم (٣٣٨٠).
(٤٢) - أخرجه البزار (٤/ ٢٧٥) (١٤٤٣)، قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٢٤): رواه الطبراني وفيه موسى بن يعقوب الزمعي وثقه ابن معين وغيره وضعفه ابن المديني، وبقية رجاله رجال الصحيح. ا هـ.
والحديث صححه الحاكم (٢/ ٤٧٩) ووافقه الذهبي. ويشهد له الأحاديث قبله.
(٤٣) - أخرجه الطبري (٢٢/ ١٥٠) فذكر صدره من طريق وكيع عن المسعودي عن عون بن عبد اللَّه وفي إسناده والإسناد الذي ذكره ابن كثير انقطاع ظاهر. وأخرجه الطبري (٢٢/ ١٥٠) بنحوه من حديث سعد بن أبي وقاص بإسناد رجاله ثقات.
(٤٤) - أخرجه الطبري (٢٧/ ٢٢٨). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٢٥٤) وزاد نسبته لعبد بن حميد.