للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[هم] [١] الذين آمنوا بي وصدقوني، ﴿وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾، وهم الذين كذبوني وخالفوني (٦٤).

ولا [يقدح في هذه المتابعة] [٢] لحال داود بن المحبر، فإنه أحد الوضاعين للحديث، لكن قد أسنده أبو يعلى، وسنده عن شيبان بن فروخ، عن الصعق بن حَزْن، به مثل ذلك. فقوي الحديث من هذا الوجه (٦٥).

وقال ابن جرير، وأبو عبد الرحمن النسائي -[واللفظ له] [٣]-: أخبرنا الحسين بن حُرَيث، حدثنا الفضل بن موسى، عن سفيان بن سعيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، ؛ قال: كان ملوك بعد عيسى بدلت التوراة والإِنجيل، فكان منهم مؤمنون يقرءون التوراة والإِنجيل، فقيل لملوكهم: ما نجد شيئًا أشد من شتم يشتمونا هؤلاء، إنهم يقرءون: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [هؤلاء] [٤] الآيات، مع ما يعيبوننا [به] [٥] من أعمالنا في قراءتهم، فادعهم فليقرءوا كما نقرأ، وليؤمنوا كما آمنا؛ فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل أو يتركوا قراءة التوراة والإِنجيل، إلا ما بدلوا منها، فقالوا: ما تريدون إلى ذلك؟ دعونا، فقالت طائفة منهم: ابنوا لنا أسطوانة، ثم ارفعونا إليها، ثم أعطونا شيئًا نرفع به طعامنا وشرابنا فلا نرد عليكم. وقالت طائفة: دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونشرب كما يشرب الوحش، فإن قدرتم علينا في أرضكم فاقتلونا. وقالت طائفة: ابنوا لنا دورًا في الفيافي، ونحتفر الآبار [ونحترث البقول] [٦] فلا نَرد عليكم ولا نمر بكم. وليس أحد من القبائل إلا له حميم [فيهم، ففعلوا] [٧] ذلك، فأنزل اللَّه ﷿: ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيهِمْ إلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا﴾. والآخرون


(٦٤) - أخرجه الطبري (٢٧/ ٢٣٩ - ٢٤٠).
(٦٥) - أخرجه الطبراني في الكبير (١٠/ ٢٧١ - ٢٧٢) (١٠٥٣١). والصغير (١/ ٢٢٣ - ٢٢٤). من طريق شيبان بن فروخ عن الصعق بن حزن. وأخرجه الحاكم (٢/ ٤٨٠) من طرق الصعق وقال: صحيح. وتعقبه الذهبي بقوله: ليس لصحيح فإن فيه الصعق بن حزن عن عقيل بن يحيى، فإن الصعق وإن كان موثقًا، فإن شيخه قال البخاري فيه: منكر الحديث. وقال الهيثمي (١/ ٩٥): رواه الطبراني في الصغير، وفيه عقيل بن الجعد، قال البخاري: منكر الحديث.