للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبراهيم بن موسى، أخبرنا [١] أبو معاوية، عن [ابن أبي خالد] [٢]، عن عمير بن سعيد، عن علي قال: هما ملكان [٣] من ملائكة السماء. يعني: ﴿وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَينِ﴾.

ورواه الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره بسنده، عن مغيث، عن مولاه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي- مرفوعًا، وهذا لا يثبت من هذا الوجه.

ثم رواه من طريقين آخرين، عن جابر، عِن أبي الطفيل، عن علي قال: قال رسول الله : "لعن الله الزهرة، فإنها هي التي فتنت [٤] الملكين هاروت وماروت". وهذا أيضًا لا يصح (٦٠٤)، وهو منكر جدًّا، والله أعلم.

وقال ابن جرير (٦٠٥): حدّثني المثنى بن إبراهيم، حدثنا الحجاج بن منهال، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود، وابن عباس أنهما قالا جميعًا: لما كثر بنو آدم وعصوا، دعت الملائكة عليهم والأرض والجبال: ربنا لا [تمهلهم] [٥] تهلكهم [٦] فأوحى الله إلى الملائكة: إني [أزلت [٧] الشهوة والشيطان من قلوبكم] [٨] [وأنزلت الشهوة والشيطان في قلوبهم] [٩]، ولو نزلتم لفعلتم أيضًا.

قال: فحدّثوا أنفسهم أن لو ابتلوا اعتصموا، فأوحى الله إليهم أن اختاروا ملكين من أفضلكم، فاختاروا هاروت وماروت، فأهُبطا إلى الأرض، وأنزلت الزهرة إليهما في صورة امرأة من أهل فارس [يسمونها بيدخت] [١٠]، قال [١١]: فوقعا بالخطيئة، فكانت الملائكة يستغفرون للذين آمنوا ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾ فلما وقعا بالخطيئة استغفروا لمن في الأرض ﴿أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ فخُيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا.


(٦٠٤) - ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم (٦٥٤) من طريق عيسى بن يونس، عن أخيه إسرائيل عن جابر، عن أبي الطفيل، عن علي، به.
(٦٠٥) - تفسير ابن جرير برقم ١٦٨٢ - (٢/ ٤٢٨).