عَلى الكَفَّين ثم وقَدْ عَلَتْهُ … بأيدينَا مُشَهَّرَة ذكُورُ
بأمرِ محمَّدٍ إِذْ دَسَّ لَيلًا … إلى كعْبٍ أَخَا كَعْبٍ يَسِيرُ
فَمَاكَرَه فَأنزَلَه بمَكر … وَمحمودٌ أخُو ثقَة جَسُورُ
فَتلْكَ بَنُو النَّضير بدار سَوء … أبَارَهمُ بما اجترموا المُبِيرُ
غَداةَ أتَاهُمُ فِي الزَّحْفِ رَهْوًا [١] … رَسُولُ الله، وَهْوَ [بهمِ بَصيرُ] [٢]
وَغَسَّانُ الحماةُ مُوازرُوه … عَلَى الأعدَاءِ، وَهْوَ لهم وَزيرُ
فَقَال: السِّلم [٣]، ويحكمُ فَصَدّوا … وَحَالفَ أمْرَهَم كَذبٌ وَزُورُ
فَذَاقُوا غبّ أمْرِهِمُ دَبَالا … لِكلِّ ثَلَاثةٍ مِنْهُمْ بَعِيرُ
وَأجْلُوا عامدين لقينُقَاعِ … وغُودِرَ مِنْهُمْ نَخْلٌ ودُورُ
قال: وكان مما قيل من الأشعار في بني النضير قول ابن لُقَيم العَبسيّ -ويقال: قالها قيس بن بحر بن طريف، قال ابن هشام (٢١): الأشجعي-:
أهلي فداءٌ لامرِئ غَيرِ هالكٍ … أحلَّ اليهودَ بالحسيِّ المُزَنَّم
يَقيلُونَ [٤] في جَمْر الغَضَاة وبُدِّلوا … أهَيضِبَ عودًا بالوادي المكممِ
فإن يَكُ ظني صَادقًا بمُحَمد … يَرَوا خَيلَه بيَن الصّلا وَيَرَمْرِم
يَؤمّ بها عَمرو بن بُهثَةَ، إنَّهُمْ … عَدُوّ، و [٥] ماحَيّ صَديق كمُجْرم
عَلَيهنّ أبطالٌ مَسَاعيرُ في الوغى … يهزون أطراف الوشيج المُقَوّم
وكُلّ رَقيق الشَّفرتَين مُهَنَّدٍ … تُوُرِّثْنَ من [٦] أزْمان عاد وَجُرْهُم
فمَن مُبلغٌ عَني قُرَيشًا رسَالة … فَهَلْ بَعدَهُم في المَجْد من مُتَكرّم
بأنّ أخاكُم فاعلَمُنّ مُحَمَّدًا … تَلِيدُ النَّدَى بينَ الحَجُون وزَمْزَمِ
فَدينُوا له بالحقّ تَجْسُمْ [٧] أمُورُكم … وتَسْمُوا منَ الدنْيا إلى كُلّ مُعْظَمِ
نبي تلافته [٨] من الله رحمة … ولا تَسْألُوهُ أمْرَ غَيب مُرَجَّم
فَقَدْ كانَ في بَدْر لَعَمْريَ عِبرَةٌ … لَكُم يا قرَيش والقَليب المُلَمَّمَ
غَدَاةَ أتَى في الخَزْرَجِيَّةِ عامِدًا … إليكم مُطِيعًا للعَظِيم المُكرّمِ
(٢١) - السيرة النبوية (٣/ ٦٨٦ - ٦٨٧).