للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن أبي موسى؛ قال: سمى لنا رسول الله نفسَه أسماء، منها ما حفظنا، فقال: "أنا محمد، و [١] [١] أحمد، والحاشر، والمقفي، ونبي الرحمة، والتوبة، والملحمة". ورواه مسلم (١٥) من حديث الأعمش عن عمرو بن مرة به.

وقد قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ﴾ .. الآية. وقال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾. قال ابن عباس: ما بعث الله نبيًّا إلا أخذ عليه العهد: لئن بعث محمد وهو حي ليتبعنه، وأخذ عليه أن يأخذ على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليتبعنه وينصرنه.

وقال محمد بن إسحاق (١٦): حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعدَان، عن أصحاب رسول الله أنهم قالوا: يا رسول الله؛ أخبرنا عن نفسك. قال: "دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام". وهذا إسناد جيد، وروي له شواهد من وجوه أخر، فقال الإمام أحمد (١٧):

حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن سعيد بن سُوَيد الكلبي، عن عبد الأعلى بن هلال السلمي، عن العرباض بن سارية، قال: قال رسول الله : "إني عند الله لخاتم النببين، كان آدم لمنجَدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين".


= عند مسلم وليس عنده "نبي الملحمة".
(١٥) - هو عند مسلم في كتاب الفضائل، باب: في أسمائه حديث (١٢٦/ ٢٣٥٥) (١٥/ ١٥٤).
(١٦) - سيرة ابن هشام (١/ ١٠٧ وما بعدها) وإسناده ثقات وابن إسحاق صرح كالتحديث إلا أن خالد بن معدان يرسل كثيرًا.
(١٧) - أخرجه أحمد (٤/ ١٢٧) (١٧٢٠٠). وفي إسناده سعيد بن سويد؛ ذكره ابن حبان في الثقات، وقال البخاري: لم يصح حديثه -يعني هذا الحديث-، وخالفه ابن حبان والحاكم فصححاه. "التعجيل" (١٥٢). وعبد الأعلى بن هلال: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ٢٥) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.