للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألفُ ألف حَسنة، ومُحي عنه ألفُ ألف سَيئة" (٢٥).

وقال مجاهد: لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرًا حتى يذكر الله [قائمًا] [١] قاعدًا ومضطجعًا.

﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيرٌ مِنَ اللَّهْو وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيرُ الرَّازِقِينَ (١١)

يعاتب على ما كان وقع من الانصراف عن الخطبة يوم الجمعة إلى التجارة التي قدمت المدينة يومئذ، فقال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمً﴾، أي: على المنبر تخطب. هكذا ذكره غير واحد من التابعين، منهم: أبو العالية، والحسن، وزيد بن أسلم، وقتادة.

وزعم مقاتل بن حيان أن التجارة كانت لدحية بن خليفة قبل أن يسلم، وكان معها طبل، فانصرفوا إليها وتركوا رسول الله قائمًا على المنبر إلا القليل منهم. وقد صَحَّ بذلك الخبر، فقال الإمام أحمد (٢٦):

حدثنا ابن إدريس، عن حُصَين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر؛ قال: قَدمت عِير المدينةَ، ورسول الله يخطب، فخرج الناس وبقي اثنا عشر رجلًا،


(٢٥) - أخرجه أحمد (١/ ٤٧) (٣٢٧)، والترمذي في كتاب الدعوات، باب: ما يقول إذا دخل السوق، حديث (٣٤٢٤، ٣٤٢٥) (٩/ ١٢٧ - ١٢٨). وابن ماجة في كتاب التجارات، باب: الأسواق ودخولها، حديث (٢٢٣٥) (٢/ ٧٥٢). والدارمي في كتاب الاستئذان، كتاب: ما يقول إذا دخل السوق، حديث (٢٦٩٥) (٢/ ٢٠٣ - ٢٠٤)، وعبد بن حميد (٢٨) كلهم من حديث عمر قال الترمذي: هذا حديث غريب. وقد رواه عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير عن سالم عن عبد الله هذا الحديث نحوه.
وعمرو بن دينار هذا هو شيخ بصري، تكلم فيه بعض أصحاب الحديث من غير هذا الوجه، ورواه يحيى بن سليم الطائفي عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي ولم يذكر فيه عن عمر. ا هـ.
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٥٣٨) وصححه.
قال المنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٥١٨): قال المحلي: ورواه الحاكم أيضًا من حديث عبد الله بن عمر مرفوعًا أيضًا، وقال: صحيح الإسناد كدا قال: وفي إسناده مرزوق بن المرزبان يأتي الكلام عليه. ا هـ. والحديث ضعفه أحمد شاكر في تعليقه على المسند.
(٢٦) - أخرجه أحمد (٣/ ٣١٣) (١٤٣٩٧).