للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن أبيّ [ابن سلول] [١] يقول لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمي، فذكره عمي لرسول الله ، فأرسل إلى رسول الله ، فحدثته، فأرسل إلى عبد الله بن أبيّ بن سلول وأصحابه [٢] فحلفوا ما قالوا، فكَذّبني رسول الله وصَدّقه، فأصابني هَمّ لم يصبني مثله قط، وجلست في البيت، فقال عمي: ما أردت إلا أن كذبك [٣] رسول الله ومقتك. قال: حتى أنزل الله: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾، قال: فبعث إلى رسول الله فقرأها رسول الله عليَّ [٤]، ثم قال: "إن الله قد صدقك".

ثم قال أحمد (٨) أيصًا: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا زهير، حدثنا أبو إسحاق؛ أنه سمع زيد بن أرقم؛ يقول: خرجنا مع رسول الله في سفر، فأصاب الناس شدة، فقال عبد الله بن أبيّ لأصحابه [٥]: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فأتيت النبي فأخبرته بذلك، فأرسل إلى عبد الله بن أبيّ فسأله، فاجتهد يمينَه ما فعل، فقالوا كذب زيد يا رسول الله. فوقع في نفسي مما قالوا، حتى أنزل الله تصديقي: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾. قال: ودعاهم رسول الله ليستغفر لهم، فلووا رءوسهم. وقوله تعالى: ﴿كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ﴾، قال: كانوا رجالًا أجمل شيء.

وقد رواه البخاري ومسلم والنسائي، من حديث زهير.

ورواه البخاري (٩) أيصًا والترمذي من حديث إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الهَمداني الكوفي، عن زيد به.

(طريق أخرى) عن زيد، قال أبو عيسى الترمذي (١٠): حدثنا عبد بن حُميد، حدثنا عبيد


(٨) - المسند (٤/ ٣٧٣) (١٩٣٨٩). وأخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب: ﴿وَإِذَا رَأَيتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ … ﴾، حديث (٤٩٠٣) (٨/ ٦٤٧). ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، حديث (١/ ٢٧٧٢) (١٧/ ١٧٦ - ١٧٧) والنسائي في الكبرى كتاب: التفسير، باب: ﴿لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾، حديث (١١٥٩٨) (٦/ ٤٩٢).
(٩) - وأخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب: اتخذوا أيمانهم جنة يجتنون بها، حديث (٤٩٠١). والترمذي في ك "التفسير"، باب: "ومن سورة المناففين"، حديث (٣٣٠٩) (٩/ ٥٠). قال الترمذي: حسن صحيح.
(١٠) - أخرجه الترمذي في الموضع السابق (٣٣١٠) (٩/ ٥٠ - ٥٢).