الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، أنَّه سمعه قوله في هذه الآية: ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾، قال سعيد: هو الملصق في القوم، ليس منهم.
وقال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبو سعيد الأشج، حدَّثنا عقبة بن خالد، عن عامر بن قدامة قال: سئل عكرمة [عن الزنيم قال: هو ولد الزنا.
وقال الحكم بن أبان عن عكرمة] [١] في قوله تعالى: ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾، قال: يعرف المؤمن من الكافر مثل الشَّاةِ الزنماء، [والزنماء من الشياه][٢]: التي في عنقها [هَنتَان معلقتان في حلقها][٣].
وقال الثوري، عن جابر، عن الحسن، عن سعيد بن جبير؛ قال: الزنيم: الذي يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها. والزنيم: الملصق. رواه ابن جرير.
وروى أيضًا من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة، عنِ ابن عباس أنَّه قال في الزنيم: قال: نُعتَ فلم يعرف حتَّى قيل: زنيم. قال: وكانت له زَنمَة في عنقه يعرَف بها. [][٤] وقال آخرون: كان دَعيًّا.
وقال ابن جرير: حدَّثنا أبو كريب، حدَّثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن أصحاب التفسير قالوا: هو الذي تكون له زَنمة مثل زَنمة الشَّاةِ.
وقال الضَّحَّاك: كانت له زنَمة في أصل أذنه، ويقال: هو اللئيم الملصق في النسب.
وقال أبو إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: هو المريب الذي يعرف بالشر.
وقال مجاهد: الزنيم يعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة، وقال أبو رَزين: الزنيم علامة الكفر. وقال عكرمة: الزنيم الذي يعرف باللؤم كما تعرف الشاة [٥] بزنمتها.
والأقوال في هذا كثيرة، وترجع إلى ما قلناه، وهو أن الزنيم هو المشهور بالشر، الذي يعرف به من بين النَّاس، وغالبًا يكون دعيًّا ولد زنا، فإنَّه في الغالب يتسلط الشَّيطان عليه ما لا يتسلط على غيره، كما جاء في الحديث:"لا يدخل الجنَّة ولد زنا"(٣٧) وفي الحديث الآخر:
(٣٧) المسند (٢/ ٢٠١، ٢٠٣) (٦٨٨٢، ٦٨٩٣). والبخاري في "التَّاريخ الصَّغير" (١/ ٢٩٨). وابن خزيمة (٣٦٥)، والطيالسي (٣٠٣) برقم (٢٢٩٥)، وابن حبان (٣٣٨٣). وأخرجه النسائي (٨/ ٣١٨) دون ذكر ولد الزنا. كلهم من طريق جابان عن عبد الله بن عمرو به. قال البُخاريّ: ولا يعلم لجابان سماع من عبد الله، ولا لسالم سماع من جابان ولا نبيط. ا هـ. وقال ابن خزيمة: ليس هذا الخبر =