﴿فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾، أي: قامت القيامة: ﴿وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾، قال سماك: عن شيخ من بني أسد، عن عليّ؛ قال: تنشق السماء من المجرة [١]. رواه ابن أبي حاتم.
وقال ابن جريج: هي كقوله: ﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا﴾ وقال ابن عباس: متخرقة والعرش بحذائها ﴿وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا﴾، الملك: اسما جنس، أي: الملائكة على أرجاء السماء.
قال ابن عباس: على ما لم يَهِ [٢] منها [أي: حافتها][٣]. وكذا قال سعيد بن جبير، والأوزاعي. وقال الضحاك: أطرافها. وقال الحسن البصري: أبوابها. وقال الربيع بن أنس في قوله: ﴿وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا﴾، يقول: على ما استدقّ من السماء، ينظرون إلى أهل الأرض.
وقوله: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾، أي: يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة. ويحتمل أن يكون المراد بهذا [العرشِ العرش][٤] العظيم، أو: العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء، والله أعلم بالصواب. وفي حديث عبد الله بن عَمِيرة [٥]، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المُطب، في ذكر حَمَلة العرش أنهم ثمانية أوعال (٥).
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد [يحيى][٦] بن سعيد، حدثنا زيد بن الحباب، حدثني أبو السمح البصري، حدثنا أبو قبيل حيي بن هانئ، أنه سمع عبد الله بن عمرو؛ يقول: حملة العرش ثمانية [٧]، ما بين موق أحدهم إلى مؤخر عينه مسيرة مائة عام.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي؛ قال: كتب إليَّ أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري: حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر؛ قال: قال رسول الله ﷺ: "أذن لي أن أحدثكم عن
(٥) أخرجه أبو يعلى (١٢/ ٧٤) (٦٧١٢)، والحاكم (٢/ ٥٠٠) وصححه على شرط مسلم. وابن أبي شيبة في العرش (٢٨)، وابن خزيمة في التوحيد (١٠٩). وذكره السيوطي في الدر (٦/ ٤٨٠ - ٤٠٩) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر وابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص.