للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملك من حملة العرش، بُعدُ ما بين شحمة أذنه وعنقه مَخفق [١] الطير سبعمائة عام".

وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات. وقد رواه أبو داود (٦) في "كتاب السنة" من سُنَنه: حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله ، قال: "أذنَ لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حَمَلة العرش؛ أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام". هذا لفظ أبي داود.

وقال ابن أبي حاتم (٧): حدثنا أبو زرعة، حدثنا يحيى بن المغيرة، حدثنا جرير، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير في قوله: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾، قال: ثمانية صفوف من الملائكة. قال: ورُوي عن الشعبي، والضحاك، وابن جريج، مثل ذلك. وكذا روى السُّدي عن أبي [٢] مالك، عن ابن عباس: ثمانية صفوف. وكذا روى العوفي [٣] عنه.

وقال الضحاك عن ابن عباس: الكروبيون ثمانية أجزاء، كل جنس منهم بقدر الإنس والجن والشياطين والملائكة.

وقوله: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾، أي: تعرضون على عالم السر والنجوى، الذي لا يخفى عليه شيء من أموركم، بل هو عالم بالظواهر والسرائر والضمائر، ولهذا قال: ﴿لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾.

وقد قال ابن أبي الدنيا: أخبرنا إسحاق بن إسماعيل، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن بُرْقان، عن ثايت بن الحجاج، قال: قال عمر بن الخطاب : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن تُوزنَوا، فإنه أخف عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتَزَيِّنُوا للعرض الأكبر: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾.

وقال الإمام أحمد (٨): حدثنا وكيع، حدثنا علي بن علي بن رفاعة، عن الحسن، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله : "يعرض الناس يوم القيامة ثلاث


(٦) سنن أبي داود في كتاب: السنة، باب: في الجهمية، حديث (٤٧٢٧) (٤/ ٢٣٢). وصححه الألباني في الصحيحة (١٥١).
(٧) رواه ابن جرير عن ابن عباس (٢٩/ ٥٨) بنحوه.
(٨) المسند (٤/ ٤١٤) (١٩٧٦٩).