للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعمالهم". وقد ثبت في الصحيح (١٣): " إن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض".

وقوله: ﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ﴾، قال البراء بن عازب: أي قريبة، يتناولها، أحدهم، وهو نائم على سريره. وكذا قال غير واحد. قال الطبراني (١٤): عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عطاء بن يسار، عن سلمان الفارسي؛ قال: قال رسول الله : "لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ هذا كتاب من الله لفلان بن فلان، أدخلوه جنة عالية، قطوفها دانية".

وكذا رواه الضياء في "صفة الجنة" من طريق سعدان بن سعيد، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، عن رسول الله ؛ قال: "يعطي المؤمن جَوَازًا على الصراط: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان، أدخلوه جنة عالية، قطوفها دانية".

وقوله: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ أي: يقال لهم ذلك تفضلًا عليهم، وامتنًانا وإنعامًا وإحسانًا، والا فقد ثبت في الصحيح (١٥)، عن رسول الله أنه قال: "اعملوا وسدِّدوا وقَارِبُوا، واعلموا أن أحدًا منكم لن يدخله عملُه الجنةَ". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدَني الله برحمة منه وفضل".

﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَاليتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (٢٥) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (٢٦) يَاليتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (٢٧) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (٢٩) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (٣٢) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) فَلَيسَ


(١٣) أخرجه البخاري في كتاب: الجهاد، باب: درجات المجاهدين في سبيل الله .. حديث (٢٧٩٠) (٢/ ٣٠٣ - ٣٠٤ - متن) وطرفه في [٧٤٢٣] من حديث أبي هريرة .
(١٤) أخرجه الطبراني (٦/ ٢٧٢) (٦١٩١). من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق بهذا الإسناد. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٤٠١): رواه الطبراني في الكبير والأوسط. ولم يذكر شيئًا. وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم: ضعيف في حفظه.
(١٥) أخرجه البخاري في كتاب: الرقاق، باب: القصد والمداومة على العمل، حديث (٦٤٦٧، ٦٤٦٤) (١١/ ٢٩٤) ومسلم في كتاب: صفات المنافقين وأحكامهم، باب: لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى، حديث (٧٨/ ٢٨١٨) (١٧/ ٢٣٦). كلاهما من حديث عائشة .