وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة هشام بن سليمان الدّارَاني قال: قرئ على أبي [١] سليمان الداراني سورة: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾، فلما بلغ القاري إلى قوله: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾، قال: بما [٢] صبروا على ترك الشهوات في الدنيا، ثم أنشد:
يخبر تعالى عن أهل الجنة وما هم فيه من النعيم المقيم، وما أسبغ عليهم من الفضل العَمِيم فقال: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ﴾. وقد تقدم الكلام على ذلك في "سورة الصافات" وذكر الخلاف في الاتكاء: هل هو الاضطجاع، أو التمرفق، أو التربع، أو التمكن في الجلوس؟ وأن الأرائك هي السرر تحت الحجال.
وقوله: ﴿لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا﴾، أي: ليس عندهم حَر مزعج، ولا برد مؤلم، بل هي مزاج واحد دائم سرمَدي، ﴿لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا﴾.
(١٣) أخرجه البخاري في الموضع السابق برقم (٣٥٥٥). وأطرافه في [٣٧٣١، ٦٧٧٠، ٦٧٧١]. ومسلم في كتاب: الرضاع، باب: العمل بإلحاق القائف الولد، حديث (٣٨/ ١٤٥٩) (١٠/ ٥٩ - ٦٠).