للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال قتادة: هي النجوم. وقال عطاء بن أبي رباح: هي السفن. وقوله: ﴿فَالسَّابِقَاتِ [١] سَبْقًا﴾ رُوي عن علي، ومسروق، ومجاهد، وأبي صالح، والحسن البصري: يعني الملائكة؛ قال الحسن: سبقت إلى الإيمان والتصديق به. وعن مجاهد: الموت. وقال قتادة: هي النجوم. وقال عطاء: هي الخيلُ في سبيل الله.

وقوله: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾، قال علي، ومجاهد، وعطاء، وأبو صالح، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس، والسدي: هي الملائكة -زاد الحسن: تدبر الأمر من السماء إلى الأرض- يعني بأمر ربها ﷿. ولم يختلفوا في هذا، ولم يقطع ابن جرير بالمراد في شيء من ذلك، إلا أنه حكى في ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾ أنها الملائكة، ولا أثبت ولا نفى.

وقوله: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ﴾ قال ابن عباس؛ هما النفختان الأولى والثانية. وهكذا قال مجاهد، والحسن، وقتادة، والضحاك، وغير واحد.

وعن مجاهد: أما الأولى -وهي قوله-: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ﴾، [فكقوله جلت عظمته: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ﴾، والثانية -وهي الرادفة-] [٢] فهي كقوله: ﴿وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً﴾.

وقد قال الإمام أحمد (١): حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال: قال رسول الله : "جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه". فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: "إذا يكفيك الله ما أهَمَّك [٣] من دنياك وآخرتك".

وقد رواه الترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، من حديث سفيان الثوري، بإسناده مثله، ولفظ الترمذي وابن أبي حاتم: كان رسول الله إذا ذهب ثلثا [٤] الليل قام فقال: طيا أيها الناس، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه".

وقوله: ﴿قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ﴾ قال ابن عباس: يعني خائفة. وكذا قال مجاهد، وقتادة.


(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٣٦). والترمذي في كتاب: صفة القيامة، باب: (٢٤)، حديث (٢٤٥٩) (٧/ ١٦٤). وقال الترمذي: حسن صحيح. وحسنه الألباني في الصحيحة (٩٥٤). والطبري (٣٠/ ٣٢).