وقال عكرمة، والحسن، والضحاك، وابن [١] زيد: ﴿السَّاهِرَةِ﴾ وجه الأرض.
وقال مجاهد: كانوا بأسفلها فأخرجوا إلى أعلاها - قال: و ﴿السَّاهِرَةِ﴾: المكان المستوي.
وقال الثوري: ﴿السَّاهِرَةِ﴾ أرض الشام، وقال عثمان بن أبي العاتكة [٢]: ﴿السَّاهِرَةِ﴾: أرض بيت المقدس. وقال وهب بن مُنَبه: ﴿السَّاهِرَةِ﴾: جبل إلى جانب بيت المقدس. وقال قتادة أيضًا: ﴿السَّاهِرَةِ﴾: جهنم.
وهذه أقوال كلها غريبة، والصحيح أنها الأرض وجهها الأعلى.
وقال ابن أبي حاتم (٢): حدثنا علي بن الحسين، حدثنا خَزَر [٣] بن المبارك الشيخ الصالح، حدثنا بشر بن السري، حدثنا مصعب بن ثابت، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي: ﴿فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ﴾، قال: أرض بيضاء عفراء كالخُبزَة النقي.
وقال الربيع بن أنس: ﴿فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ﴾، يقول الله ﷿: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾. ويقول: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (١٠٥) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (١٠٦) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا﴾، وقال: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ [٤] الْجِبَال وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً﴾: وبرزت الأرض التي عليها الجبال، وهي لا تعد من هذه الأرض، وهي أرض لم يعمل عليها خطيئة، ولم يُهَراق عليها دم.