للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذهب كل شيء إلى مأواه.

وقوله: ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ﴾، قال ابن عباس: إذا اجتمع واستوى. وكذا قال عكرمة، ومجاهد، وسعيد بن جبير ومسروق، وأبو صالح، والضحاك، وابن زيد.

﴿وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ﴾: إذا استوى، وقال الحسن: إذا اجتمع، إذا امتلأ. وقال قتادة إذا استدار.

ومعنى كلامهم أنه إذا تكامل نوره وأبدر، جعله مقابلًا للّيل وما وسق.

وقوله: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾، قال البخاري (١٧): أخبرنا سعيد بن النضر، أخبرنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن مجاهد قال: قال ابن عباس: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾: حالا بعد حال- قال هذا نبيكم .

هكذا رواه البخاري بهذا اللفظ، وهو محتمل أن يكون ابن عباس أسند هذا التفسير عن النبي كأنه قال: سمعت هذا من نبيكم ، فيكون قوله "نبيكم" مرفوعًا على الفاعلية من "قال" وهو الأظهر، والله أعلم، كما قال أنس (١٨): لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه، سمعته من نبيكم .

وقال ابن جرير (١٩): حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن مجاهد: أن ابن عباس كان يقول: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾، قال: يعني نبيكم ، يقول: حالًا بعد حال. هذا لفظه.

وقال عليُّ بن أبي طلحة عن ابن عباس ﴿طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ حالًا بعد حال وكذا قال عكرمة ومرة الطيب، ومجاهد، والحسن، والضحاك.

ويحتمل أن يكون المراد: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ حالًا بعد حال: قال هذا.

يعني المراد بهذا نبيكم فيكون مرفوعًا على أن "هذا" و"نبيكم" يكونان مبتدأ وخبرًا [١]. والله أعلم، ولعل هذا قد يكون هو المتبادر إلى كثير من الرواة، كما


(١٧) صحيح البخاري في كتاب: التفسير، باب: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾، حديث (٤٩٤٠) (٨/ ٦٩٨).
(١٨) صحيح البخاري في كتاب: الفتن، باب: لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه، حديث (٧٠٦٨) (١٣/ ١٩ - ٢٠).
(١٩) تفسير الطبري (٣٠/ ١٢٢).