للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسعود: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾، يا محمد؛ يعني حالًا بعد حال. ثم قال: ورواه جابر عن مجاهد، عن ابن عباس.

وقال سعيد بن جبير: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾، قال: قوم كانوا في الدنيا خسيس أمرهم، فارتفعوا في [١] الآخرة. وآخرون كانوا أشرافًا [٢] في الدنيا، فاتضعوا [٣] في الآخرة.

وقال عكرمة: ﴿طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ حالًا [بعد حال] [٤] فطيمًا بعد ما كان رضيعًا وشيخًا بعد ما كان شابًّا.

وقال الحسن البصري: ﴿طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾، يقول: حالًا بعد حال رخاءً بعد شدة، وشدة بعد رخاء، وغنى بعد فقر، وفقرًا بعد غنى، وصحة بعد سقم، وسقم بعد صحة.

وقال ابن أبي حاتم: ذكر عن عبد الله بن زاهر، حدثني أبي، عن عمرو بن شمر، عن جابر -هو الجعفي- عن محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله؛ قال: سمعت رسول الله ؛ يقول: "إن ابن آدم لفي غفلة مما خلق له، إن الله إذا أراد خلقه قال للملك: اكتب رزقه، اكتب أجله، اكتب أثره، اكتب شقيًّا أو سعيدًا. ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث الله إليه ملكًا فيحفظه حتى يدرك، ثم يرتفع ذلك الملك. ثم يوكل الله به ملكين يكتبان حسناته وسيئاته، فإذا حضره [٥]، الموت ارتفع ذالك الملكان. وجاءه ملك الموت فقبض روحه، فإذا دخل قبره رد الروح في جسده. ثم ارتفع ملك الموت وجاءه، ملكا القبر فامتحناه. ثم يرتفعان، فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات، فانتشطا كتابًا معقودًا في عنقه، ثم حضرا معه: واحد سائقًا وآخر شهيدًا، ثم قال الله ﷿: ﴿لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا﴾. قال رسول الله : " ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ ". قال: "حالًا بعد حال". ثم قال النبي : "إن قدامكم لأمرًا عظيمًا لا تقدرونه، فاستعينوا بالله العظيم".

هذا حديث منكر، وإسناده فيه ضعفاء، ولكن معناه صحيح، والله أعلم.

ثم قال ابن جرير بعد ما حكى أقوال الناس في هذه الآية من القراء والمفسرين [٦]: والصواب من التأويل قول من قال: لتركبن أنت -يا محمد- حالًا بعد حال، وأمرًا بعد أمر من الشدائد، والمراد بذلك- وإن كان الخطاب [٧] إلي رسول الله موجهًا- جميع الناس، و [٨] أنهم يلقون من شدائد يوم القيامة وأهواله أحوالًا.


[١]- في ز، خ: إلى.
[٢]- في ز، خ: أسرا. كذا.
[٣]- في ز، خ: فارتفعوا.
[٤]- سقط من ت.
[٥]- في ز: حضر.
[٦]- في ز: والمقربين.
[٧]- سقط من ز، خ.
[٨]- سقط من ز.