وسعيد بن جبير.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: الترائب: بين ثدييها.
وعن مجاهد: الترائب ما بين المنكبين إلى الصدر. وعنه أيضًا. الترائب أسفل من التراقي.
وقال سفيان الثوري: فوق الثديين. وعن سعيد بن جبير: الترائب أربعة أضلاع من هذا الجانب الأسفل.
وعن الضحاك: الترائب بين الثديين والرجلين والعينين.
وقال الليث بن سعد، عن معمر بن أبي حبيبة المدني: أنه بلغه في قول الله ﷿: ﴿يَخْرُجُ مِنْ بَينِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾، [قال: هو عصارة القلب، من هناك يكون الولد.
وعن قتادة: ﴿يَخْرُجُ مِنْ بَينِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾] [١] من بين صلبه ونحره.
وقوله: ﴿إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ﴾ فيه قولان:
أحدهما: على رجع هذا الماء الدافق إلى مقره الذي خرج منه لقادر على ذلك. قاله مجاهد، وعكرمة، وغيرهما.
والقول الثاني: إنه على رجع هذا الإنسان المخلوق من ماء دافق، أي: إعادته وبعثه إلى الدار الآخرة لقادر؛ لأن من قدر علي البداءة قدر علي الإعادة.
وقد ذكر الله ﷿ هذا الدليل في القرآن في غير ما موضع، وهذا القول قال به الضحاك، واختاره ابن جرير، ولهذا قال: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِر﴾، أي: يوم القيامة تبلى فيه السرائر، أي: تظهر وتبدو، ويبقى السر علانية والمكنون مشهورًا.
وقد ثبت في الصحيحين (٥)، عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ قال: "يرفع لكل غادر لواء عند استه، يقال: هذه غدرة فلان بن فلان".
وقوله: ﴿فَمَا لَهُ﴾ أي: الإنسان يوم القيامة ﴿مِنْ قُوَّةٍ﴾، أي: في نفسه، ﴿وَلَا نَاصِرٍ﴾، أي: من خارج منه، أي: لا يقدر على أن ينقذ نفسه من عذاب الله [٢]، ولا يستطيع له أحد ذلك.
(٥) أخرجه البخاري في كتاب: الأدب، باب: ما يدعى الناس بآبائهم، حديث (٦١٧٧، ٦١٧٨) (١٠ /: ٥٦٣). ومسلم في كتاب: الجهاد والسير، باب: تحريم الغدر، حديث (١٧٣٥) (١٢/ ٦٢ - ٦٤).