قال ابن عباس: الرجع: المطر. وعنه هو السحاب فيه المطر. وعنه: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ تمطر ثم تمطر.
وقال قتادة: ترجع رزق العباد كل عام، ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم وقال ابن زيد: ترجع نجومها وشمسها وقمرها، يأتين [١] من هاهنا. ﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾، قال ابن عباس: هو انصداعها عن النبات. وكذا قال سعيد بن جبير، وعكرمة، وأبو مالك، والضحاك، والحسن، وقتادة، والسدي، وغير واحد.
وقوله: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ﴾ قال ابن عباس: حق. وكذا قال قتادة. وقال آخر: حكم عدل.
﴿وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾، أي: بل هو حق جد.
ثم أخبر عن الكافرين بأنهم كذبون به ويصدون عن سبيله، فقال: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيدًا﴾، أي: يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القرآن.
ثم قال: ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِين﴾ أي أنظرهم ولا تستعجل لهم، ﴿أَمْهِلْهُمْ رُوَيدًا﴾ أي: قليلًا. أي: وترى ماذا أحل بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك، كما قال: ﴿نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾.
[آخر تفسير سورة الطارق، ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة].