وترنا هذا؟ قال: لا، ولكن الشفع يوم عرفة والوتر ليلة الأضحى.
(قول ثالث)، و [١] قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني، حدثني أبي، عن النعمان -يعني ابن عبد السلام- عن أبي سعيد بن عوف، حدثني بمكة قال: سمعت عبد الله بن الزبير يخطب الناس، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن الشفع والوتر. فقال: الشفع قول الله ﷿: ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَينِ فَلَا إِثْمَ عَلَيهِ﴾، والوتر قوله: ﴿وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيهِ﴾.
وقال ابن جريج [٢]: أخبرني محمد بن المرتفع أنه سمع ابن الزبير يقول: الشفع أوسط أيام التشريق، والوتر آخر أيام التشريق.
وفي الصحيحين (٥) من رواية أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ:"إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر".
(قول رابع)، قال الحسن البصري، وزيد بن أسلم: الخلق كلهم شفع، ووتر، أقسم تعالى بخلقه. وهو رواية عن مجاهد، والمشهور عنه الأول.
وقال العوفي، عن ابن عباس: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾، قال: الله وتر واحد، وأنتم شفع. ويقال: الشفع صلاة الغداة، والوتر: صلاة المغرب.
(قول خامس)، قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا عبيد [٣] الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾، قال: الشفع الزوج، والوتر: الله ﷿.
وقال أبو عبد [٤] الله عن مجاهد: الله الوتر، وخلقه الشفع، الذكر [٥] والأنثى.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾: كل شيء خلقه الله شفع، السماء والأرض، والبر والبحر، والجن والإِنس، والشمس والقمر، ونحو هذا. ونحا مجاهد في هذا ما ذكروه في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيءٍ خَلَقْنَا زَوْجَينِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ أي: لتعلموا أن خالق الأزواج واحد.
(قول سادس)، قال قتادة، عن الحسن: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾: هو العدد، منه شفع ومنه