للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النبي : "يقول الله تعالى: يا ابن آدم، قد أنعمت عليك نعَمًا عظامًا لا تحصي عددها ولا تطيق شكرها، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما. وجعلت لهما غطاءهما [١]، [فالنظر بعينيك إلى ما أحللت لك، وإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما] [٢]. وجعلت لك لسانًا، وجلت له غلافًا، فانطق بما أمرتك وأحللت لك، فإن عَرَضَ لك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك. وجعلت لك فرجًا، وجلت لك سترًا، فأصب بفرجك ما أحللت لك، فإن عَرَض لك ما حرمت عليك فَأرخ عليك سترك. يا ابن آدم، إنك لا تحمل سخطي، ولا تطيق انتقامي".

﴿وَهَدَينَاهُ النَّجْدَينِ﴾، قال سفيان الثوري، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله -هو ابن مسعود-: ﴿وَهَدَينَاهُ النَّجْدَينِ﴾، قال: الخير والشر. وكذا رُوي عن علي، وابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وأبي وائل، وأبي صالح، ومحمد بن كعب، والضحاك، وعطاء الخراساني في آخرين.

وقال عبد الله بن وهب (٢٩): أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "هما نجدان، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير".

تفرد به سنان بن سعد -ويقال: سعد بن سنان- وقد وثقه ابن معين.

وقال الإمام أحمد والنسائي والجوزجاني: منكر الحديث. وقال أحمد: تركت حديثه لاضطرابه. وروى خمسة عشر حديثًا منكرة كلها، ما أعرف منها حديثًا واحدًا. يشبه حديثه حديثَ الحسن -يعني البصري- لا يشبه حديثَ أنس.

وقال ابن جرير (٣٠): حدثني يعقوب، حدثنا ابن [٣] علية، عن أبي رجاء قال: سمعت الحسن يقول: ﴿وَهَدَينَاهُ النَّجْدَينِ﴾ قال: ذكر لنا أن نبي الله كان يقول: "يا أيها الناس، إنهما النجدان، نجد الخير ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير".

وكذا رواه حبيب بن الشهيد، ويونس بن عبيد، وأبو وهب عن الحسن مرسلًا، وهكذا


(٢٩) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ١١٩٣) من طريق ابن وهب بهذا الإسناد في ترجمة سعد بن سنان.
(٣٠) تفسير الطبري (٣٠/ ٢٠٠).