تنفرد [١] بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عمقها. والمنحة الوكوف، والفيء على ذي الرحم الظالم، فإن لم تُطِق ذلك فأطعم الجائعَ، واسق الظمآن، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير".
وقوله: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾، قال ابن عباس: ذي مجاعة. وكذا قال عكرمة، ومجاهد، والضحاك، وقتادة، وغير واحد. والسغب: هو الجوع.
وقال إبراهيم النخعي: في يومٍ الطعام فيه عزيز.
وقال قتادة: في يوم يشتهى [٢] فيه الطعام.
وقوله: ﴿يَتِيمًا﴾، أي: أطعم في مثل هذا اليوم يتيمًا، ﴿ذَا مَقْرَبَةٍ﴾، أي: ذا قرابة منه. قاله ابن عباس، وعكرمة والحسن، والضحاك، والسدي. كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد (٤٥):
حدثنا يزيد، أخبرنا هشام، عن حفصة بنت سيرين [٣] عن سلمان [٤] بن عامر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "الصدقة على المسكين [٥] صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان، صدقة وصلة".
قال ابن عباس: ﴿ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ هو المطروح في الطريق، الذي لا بيت له، ولا شيء يقيه من التراب -وفي رواية: هو الذي لصق بالدقعاء من الفقر والحاجة، ليس له شيء- وفي رواية عنه: هو البعيد التربة [٦].
قال ابن أبي حاتم: يعني الغريب عن وطنه.
وقال عكرمة: هو الفقير المديون المحتاج.
(٤٥) المسند (٤/ ٢١٤) (١٧٩٣٩). وأخرجه الترمذي في كتاب: الزكاة، باب: ما جاء في الصدقة على ذي القرابة، حديث (٦٥٨) (٣/ ٢٠). والنسائي (٥/ ٩٢) كتاب: الزكاة، باب: الصدقة على الأقارب. كلاهما من طريق حفصة عن الرباب عن عمها سلمان بن عامريه مرفوعًا. قال الترمذي: حديث حسن.