للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله [١]: ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيرُ مَمْنُونٍ﴾ أي: غير [٢] مقطوع كما تقدم.

ثم قال: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ﴾، يعني: يا بن آدم ﴿بَعْدُ [٣] بِالدِّينِ﴾ أي: بالجزاء في المعاد وقد علمت البدأة، وعرفت أن من قدر على البدأة، فهو قادر على الرجعة بطريق الأولى، فأي شيء يحملك على التكذيب بالمعاد وقد عرفت هذا؟.

قال ابن أبي حاتم (٢): حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور؛ قال: قلت لمجاهد: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾، عنى به النبي ؟ قال: معاذ الله! عنى به الإِنسان. وهكذا قال عكرمة وغيره.

وقوله: ﴿أَلَيسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾، أي: أما هو أحكم الحاكمين، الذي لا يجور ولا يظلم أحدًا، من عدله أن يقيم القيامة فينصف المظلوم في الدنيا ممن ظلمه. وقد قدمنا في حديث أبي هريرة (٣) مرفوعًا فإذا قرأ أحدكم ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيتُونِ﴾ فأتى على آخرها:. ﴿أَلَيسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾، فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين".

آخر تفسير سورة "والتين والزيتون" ولله الحمد والمنة.

* * * *


(٢) أخرجه الطبري (٣٠/ ٢٤٩) من طريق سفيان.
(٣) تقدم تخريجه في آخر تفسير سورة القيامة.