للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلم قال في ليلة القدر: "إنها [١] ليلة سابعة -أو تاسعة- وعشرين وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى".

تفرد به أحمد بإسناده لا بأس به.

وقيل: إنها تكون في آخر ليلة، لما تقدم من هذا الحديث آنفًا، ولما رواه الترمذي (٣٢) والنسائي، من حديث عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بكرة أن رسول الله قال: "في تسع يبقين، أو سبع يبقين، أو خمس يبقين، أو ثلاث، أو آخر ليلة". يعني: التمسوا ليلة القدر وقال الترمذي: حسن صحيح.

وفي المسند من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة، عن النبي في ليلة القدر: "إنها آخر ليلة".

[فصل]

قال الشافعي في هذه الروايات: صدرت من النبي جوابًا للسائل إذا قيل له: ألتمس ليلة القدر في الليلة الفلانية؟ يقول: "نعم". وإنما ليلة القدر ليلة معينة [٢]: لا تنتقل. نقله الترمذي عنه بمعناه وروى عن أبي قلابة أنه قال: [ليلة القدر] [٣] تنتقل في العشر الأواخر. وهذا الذي حكاه عن أبي قلابة نص عليه مالك، والثورى، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو ثور والمزني، وأبو بكر بن خزيمة، وغيرهم. وهو محكي عن الشافعي -نقله القاضي عنه، وهو الأشبه- والله أعلم.

وقد يستأنس لهذا القول بما ثبت في الصحيحين (٣٣) عن عبد الله بن عمر: أن رجالًا من أصحاب النبي أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر من رمضان، فقال رسول الله : "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر" وفيهما (٣٤) أيضًا عن عائشة أن رسول


(٣٢) سنن الترمذي في كتاب: الصوم، باب: ما جاء في ليلة القدر، حديث (٧٩٤) (٣/ ١٣٧). والنسائي في الكبرى في كتاب: الاعتكاف، باب: والتماس ليلة القدر لثلاث بقين من الشهر، حديث (٣٤٠٣) (٢/ ٢٧٣).
(٣٣) أخرجه البخاري في كتاب: التهجد، باب: فضل من تعار من الليل فصلى، حديث (١١٥٨) (٣/ ٤٠)، وأطرافه في: [٢٠١٥، ٦٩٩١]. ومسلم في كتاب: الصيام، باب: فضل ليلة القدر، حديث (٢٠٥/ ١١٦٥) (٨/ ٨٢).
(٣٤) أخرجه البخاري في كتاب: فضل ليلة القدر، باب: تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر =