حديث غريب جدًّا وقد رواه الحافظ أبو موسى المديني وابن الأثير (١١) من طريق الزهري عن إسماعيل بن أبي حكيم عن [نظير][١] المزني -أو: المدني- عن النبي،ﷺ:"إن الله ليسمع قراءة ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ فيقول [٢]: أبشر عبدي، فوعزتي لا أنساك على حال من أحوال الدنيا والآخرة، ولأمكنن لك في الجنة حتى ترضى".
أما أهل الكتاب فهم: اليهود والنصاري، والمشركون: عبده الأوثان والنيران من العرب ومن العجم.
وقال مجاهد: لم يكونوا ﴿منفكين﴾ يعني: منتهين حتى يتبين لهم الحق، وكذا قال قتادة.
﴿حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾، أي: هذا القرآن؛ ولهذا قال تعالى ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١)﴾. ثم فسر البينة بقوله: ﴿رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (٢)﴾، يعني محمدًا ﷺ، وما يتلوه من القرآن العظيم، الذي هو مكتتب في الملإ الأعلى، في صحف مطهرة، كقوله: ﴿فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (١٦)﴾.