للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقتادة، والضحاك: يعني جمع الكفار من العدو.

ويحتمل أن يكون: ﴿فَوَسَطْنَ﴾ بذلك المكان جميعهن [١]، ويكون ﴿جَمْعًا﴾ منصوبًا على الحال المؤكدة.

وقد روى أبو بكر البزار (٢) هاهنا حديثًا فقال: حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا حفص بن جميع، حدثنا سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال: بعث رسول الله خيلًا فأشهرت [٢] شهرًا لا يأتيه منها خبر، فنزلت: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾، ضبحت بأرجلها، ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾، قدحت بحوافرها الحجارة فأورت نارًا، ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾: صبحت القوم بغارة، ﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا﴾، أثارت بحوافرها التراب، ﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا﴾، قال: صبحت القوم جميعًا.

وقوله: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ هذا هو المقسم عليه، بمعنى أنه لنعم ربه لجحود كفور.

قال ابن عباس، ومجاهد وإبراهيم النخعي، وأبو الجوزاء، وأبو العالية، وأبو الضحى، وسعيد بن معمر، ومحمد بن قيس، والضحاك، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس، وابن زيد: الكنود: الكفور. قال الحسن: هو الذي يعد المصائب، وينسي نعم ربه.

وقال ابن أبي حاتم (٣): حدثنا أبو كريب، حدثنا عبيد [٣] الله، عن إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة؛ قال: قال رسول الله : " ﴿إن الإِنسان لربه لكنود﴾، قال: الكفور الذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده".

ورواه ابن حاتم، من طريق جعفر بن الزبير -وهو متروك- فهذا إسناد ضعيف. وقد رواه ابن جرير (٤) أيضًا من حديث حريز بن عثمان، عن حمزة بن هانئ، عن أبي أمامة موقوفًا.

وقوله: ﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ﴾، قال قتادة وسفيان الثوري: وإن الله علي ذلك لشهيد.

ويحتمل أن يعود الضمير على الإِنسان. قاله محمد بن كعب القرظي. فيكون تقديره: وإن


(٢) أخرجه البزار (٢/ ١٢٠ - مختصر) (١٥٣٦). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ١٤٧): وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف.
(٣) والطبري (٣٠/ ٢٧٨) بهذا الإسناد.
(٤) تفسير الطبري (٣٠/ ٢٧٨).