للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مخزوم، ومسعود الثقفي، على حراء ينظرون إلى ما الحبشة يصنعون، وماذا يلقون من أمر الفيل وهو العجب العجاب. فبينما هم كذلك إذ بعث الله عليهم طيرًا أباييل، أي قطعًا قطعًا صفرًا [١] دون الحمام، وأرجلها حمر، ومع كل طائر ثلاثة أحجار، وجاءت فحلقت عليهم، وأرسلت تلك الأحجار عليهم فهلكوا.

وقال محمد بن كعب [٢]: [جاءوا بفيلين، فأبى محمود فربض] [٣]، وأمَّا الآخر فشجع فحُصِبَ.

وقال وهب بن منبه: كان معهم فيلة، فأما محمود -وهو فيل الملك- فربض، ليقتدي به بقية الفيلة، وكان فيها فيل تشجع [٤] فحصب، فهربت بقية الفيلة.

وقال عطاء بن يسار، وغيره: ليس كلهم أصابه العذاب في الساعة الراهنة، بل منهم من هلك سريعًا، ومنهم من جعل يتساقط عضوًا عضوًا وهم هاربون، وكان أبرهة ممن يتساقط عضوًا عضوًا، حتى مات ببلاد خثعم.

قال ابن إسحاق: فخرجوا يتساقطون بكل طريق، ويهلكون على كل منهل، وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر، فما مات حتى انصدع صدره عن [٥] قلبه فيما يزعمون.

وذكر مقاتل بن سليمان؛ أن قريشًا أصابوا مالًا جزيلًا من أسلابهم، وما كان معهم، وأن عبد المطلب أصاب يومئذ من الذهب ما ملأ حفرة.

وقال ابن إسحاق: وحدثني يعقوب بن عتبة؛ أنه حدث أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام، وأنه أول ما رؤي [٦] به مَرائر الشجر الحَرْمل، والحنظل [٧] والعُشر ذلك العام [٨].

وهكذا روى عن عكرمة من طريق جيد.

قال ابن إسحاق: فلما بعث الله محمدًا كان فيما يعد به على قريش من نعمته عليهم وفضله ما رد عنهم من أمر الحبشة، لبقاء أمرهم ومدنهم، فقال: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيهِمْ طَيرًا أَبَابِيلَ *


[١]- في ز: صفر.
[٢]- في ت: جعفر.
[٣]- في ت: "قال بفيلين فأما محمود فتربض".
[٤]- في ز: فشجع.
[٥]- في ز: من.
[٦]- في ز: ري.
[٧]- في ز: الفضل.
[٨]- سقط من ز.