وقال ابن عباس أيضًا، وعكرمة: نزلت في كعب بن الأشرف، و [١] جماعة من كفار [٢] قريش.
وقال البزار (٢٣): حدثنا زياد بن يحيى الحساني، حدثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس؟ قال: قدم كعب بن الأشرف مكة فقالت له قريش: أنت [سيدهم][٣]، ألا ترى إلى هذا المُصَنبر المنبتر من قومه؟ يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السدانة، وأهل السقاية. فقال: أنتم خير منه. قال: فنزلت: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾.
و [٤] هكذا رواه البزار [٥]، وهو إسناد صحيح.
وعن عطاء قال [٦]: نزلت في أبي لهب، وذلك حين مات ابن لرسول اللَّه ﷺ فذهب أبو لهب إلى المشركين وقال: بتر محمد الليلة. فأنزل اللَّه [في ذلك][٧]: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾.
وعن ابن عباس: نزلت في أبي جهل. وعنه ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ﴾، يعني: عدوك. وهذا يعم جميع من اتصف بذلك ممن ذكر وغيرهم.
وقال عكرمة: الأبتر: الفهد. وقال السدي: كانوا إذا مات ذكور الرجل قالوا: بتر. فلما مات أبناء رسول اللَّه ﷺ قالوا: بتر محمد. فأنزل اللَّه: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾.
وهذا يرجع إلى ما قلناه من أن الأبتر الذي إذا مات انقطع ذكره، فتوهموا لجهلهم أنه إذا مات بنوه [٨] ينقطع ذكره، وحاشا وكلّا، بل قد أبقى اللَّه ذكره على رءوس الأشهاد، وأوجب شرعه على رقاب العباد، مستمرًّا على دوام الآباد، إلى يوم الحشر والمعاد، صلوات اللَّه وسلامه عليه دائمًا إلى يوم التناد.
آخر تفسير سورة الكوثر، وللَّه الحمد والمنة
* * *
(٢٣) مختصر زوائد البزار (٢/ ١٢١) (١٥٣٨) من طريق الحسن بن علي الواسطي عن يحيى بن راشد عن داود بهذا الإسناد. قال ابن حجر: ضعيف.