للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال النسائي (١٦): أخبرنا عمرو بن منصور، حدثنا محمد بن محبوب، حدثنا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال لما نزلت: ﴿إذا جاء نصر الله والفتح … ﴾ إلى آخر السورة، قال: نعيت لرسول الله نفسه حين أنزلت، فأخذ في أشد ما كان اجتهادًا في أمر الآخرة، وقال رسول الله بعد ذلك: "جاء الفتح، وجاء نصر الله، وجاء أهل اليمن". فقال رجل: يا رسول الله؛ وما أهل اليمن؟ قال: "قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم، الإِيمان يمان [١]، والحكمة يمانية، والفقه يمان".

وقال البخاري (١٧): حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة؛ قالت: كان رسول الله يكثر [أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللَّهم ربنا وبحمدك، اللّهم اغفر لي"- يتأول القرآن.

وأخرجه بقية الجماعة إلا الترمذي، من حديث منصور به.

وقال الإِمام أحمد (١٨): حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق؛ قال: قالت عائشة: كان رسول الله يكثر] [٢] في آخر أمره من قول: "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه". وقال: "إن ربي كان أخبرني أني سأرى علامه في أمتي، وأمرني إذا رأيتها أن أسبح بحمده وأستغفره، إنه كان توابًا، فقد رأيتها: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا".

ورواه مسلم من طريق داود، وهو ابن أبي هند به.

وقال ابن جرير (١٩): حدثنا أبو السائب، حدثنا حفص، حدثنا عاصم، عن الشعبي، عن أم سلمة قالت: كان رسول الله في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد، ولا


(١٦) سنن النسائي الكبرى، كتاب: التفسير، باب: سورة النصر، حديث (١١٧١٢) (٦/ ٥٢٥).
(١٧) صحيح البخاري، كتاب: التفسير، باب: سورة إذا جاء نصر الله والفتح، حديث (٤٩٦٨) (٨/ ٧٣٣). وأخرجه مسلم في كتاب: الصلاة، باب: ما يقال في الركوع والسجود، حديث (٢١٧/ ٤٨٤) (٤/ ٢٦٨). وأبو داود في كتاب: الصلاة، باب: في الدعاء في الركوع والسجود (٢/ ١٩٠) كتاب: الافتتاح، باب: نوع آخر من الذكر في الركرع. وابن ماجة في كتاب: الإقامة، باب: التسبيح في الركوع والسجود، حديث (٨٨٩) (١/ ٢٨٧).
(١٨) مسند أحمد (٦/ ٣٥) (٢٤١٧٤). ومسلم في كتاب: الصلاة، باب: ما يقال في الركوع والسجود، حديث (٢٢٠/ ٤٨٤) (٤/ ٢٧٠).
(١٩) تفسير الطبري (٣٠/ ٣٣٥).