للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واسمها أروى بنت حرب بن أمية، وهي أخت أبي سفيان، وكانت عونًا لزوجها على كفره وجحوده وعناده، فلهذا تكون يوم القيامة عونًا عليه في عذابه في نار جهنم؛ ولهذا قال: ﴿حَمَّالةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾، يعني: تحمل الحطب فتلقي على زوجها، ليزداد على ما هو فيه، وهي مهيأة لذلك مستعدة له.

﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ قال مجاهد وعروة: من مسد النار.

وعن مجاهد، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والثوري، والسدي: ﴿حَمَّالةَ الْحَطَبِ﴾: كانت تمشي بالنميمة.

[وقال العوفي عن ابن عباس، وعطية الجدلي، والضحاك، وابن زيد: كانت تضع الشوك في طريق رسول الله . واختاره ابن جرير].

قال ابن جرير: وقيل: كانت تعير النبي بالفقر، وكانت تحتطب، فعيرت [١] بذلك.

كذا حكاه، ولم يعزه إلى أحد. والصحيح الأول، والله أعلم.

قال سعيد بن المسيب: كانت لها زيادة فاخرة، [فقالت: لأنفقنها] [٢] في عداوة محمد. يعني فأعقبها الله بها حبلًا في جيدها من مسد النار.

وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع، عن سليم مولى الشعبي، عن الشعبي قال: المسد: الليف.

وقال عروة بن الزبير: السد: سلسلة ذرعها سبعون ذراعًا. وعن الثوري: هي زيادة من نار، طولها سبعون ذراعًا.

وقال الجوهري: المسد: الليف. والمسد أيضًا: حبل من ليف أو خوص، وقد يكون من جلود الإِبل أو أوبارها، ومسدت الحبل أمسده مسدًا: إذا أجدت فتله.

وقال مجاهد: ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾، أي: طرق من حديد، ألا ترى أن العرب يسمون البكرة مسدًا؟.

وقال ابن أبي حاتم (٦): حدثنا أبي وأبو زرعة؛ قال: حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي،


(٦) أخرجه الحميدي (١/ ١٥٣ - ١٥٤) (٣٢٣). وأخرجه الحاكم (٢/ ٣٦١) وصححه ووافقه الذهبي. والبيهقي في الدلائل (٢/ ١٩٥ - ١٩٦). كلهم من طريق سفيان لهذا الإسناد بنحوه.