للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روايته عن أحمد بن صالح، وقد رواه مسلم والنسائي أيضًا من حديث عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث [١]، عن سعيد بن أبي هلال به.

حديث آخر: قال البخاري في كتاب الصلاة (٧): وقال عبيد [٢] الله، عن ثابت، عن أنس؛ قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به، افتتح بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة. فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن [تقرأ بها] [٣]، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى. فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم. وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره. فلما أتاهم النبي أخبروه الخبر فقال: "يا فلان، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ ". قال: إني أحبها. قال: "حبك إياها أدخلك الجنة".

هكذا رواه البخاري تعليقًا مجزومًا به. وقد رواه أبو عيسى الترمذي في جامعه، عن البخاري، عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر … فذكر بإسناده مثله سواء، ثم قال الترمذي: "غريب من حديث عبيد الله، عن ثابت". قال: وروى مبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس أن رجلًا قال: يا رسول الله؛ إني أحب هذه السورة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾. قال: "إن [٤] حبك إياها أدخلك الجنة".

وهذا الذي علقه الترمذي، قد رواه الإمام أحمد في مسنده متصلًا، فقال (٨):

حدثنا أبو النضر، حدثنا مبارك بن فضالة، عن ثابت عن أنس؛ قال: جاء رجل إلى رسول الله ؛ فقال: إني أحب هذه السورة: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾. فقال رسول الله : "حبك إياها أدخلك الجنة".

(حديث في كونها تعدل ثلث القرآن) قال البخاري (٩): حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد؛ أن


(٧) أخرجه البخاري تعليقًا في كتاب: الأذان، باب: الجمع بين السورتين في الركعة، حديث (٧٧٤ م) (٢/ ٢٥٥). وأخرجه الترمذي في كتاب: ثواب القرآن، باب: ما جاء في سورة الإخلاص، حديث (٢٩٠٣) (٨/ ١٠٩ - ١١٠).
(٨) مسند أحمد (٣/ ١٤١) (١٢٤٥٤).
(٩) صحيح البخاري في كتاب: التوحيد، باب: ما جاء في دعاء النبي أمته إلى توحيد الله ، حديث (٧٣٧٤) (١٣/ ٣٤٧).